اعترافا وتقديرا لدورها وإنجازاتها في مجال العمل الإنساني؛ كرمت منظمة “عالمهم” Theirworld متطوعات منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” خلال حفل إفطار تم يوم أمس الثلاثاء بمناسبة يوم المرأة العالمي وحملة إعادة كتابة الرمز RewritingTheCode.
وبالإضافة إلى متطوعات “الخوذ البيضاء” دورهن في إنقاذ حيوات العشرات من الجرحى والمصابين والعالقين تحت الأنقاض في سوريا واللواتي مثلتهن السيدة منال إبراهيم أبازيد، قامت المنظمة بتكريم الرياضية الأفغانية “خالدة بوبال” لجهودها في تمكين المرأة وتسليط الضوء على القضايا التي تواجهها من خلال تشجيع الفتيات والنساء على المشاركة في الرياضة، حيث تم منحهما جائزة “الأمل” لعام 2017 من قبل عضو البرلمان البريطاني السيدة “أليسون ماكغفرن” تكريما للمهام الشجاعة والمنقذة للحياة.
وهناك الآن أكثر من 100 امرأة متطوعة في منظومة الدفاع المدني السوري في مختلف المناطق المحررة والخاضة لسيطرة المعارضة، يقدمن الرعاية الطبية، ويقمن بعمليات البحث والإنقاذ إعادة بناء البنية التحتية الأساسية فيما الحرب مستعرة وطائرات نظام الأسد ومدفعيته تفتك بالبشر وتهدم الحجر وتدمر كل ما يمت للحياة بصلة.
ومن المعروف أن العديد من السيدات والفتيات من ضحايا الحرب ومصابيها يفضلن مساعدة السيدات لهن على المساعدة من المقدمة من المتطوعين الذكور. ومشاركة السيدات في أعمال الإنقاذ سمح لذوي الخوذ البيضاء بمساعدة المزيد من الناس والنساء على وجه خاص، والقيام بدور نشط في جهود الإغاثة، رغم تحفظ فصائل المعارضة على مشاركتهن لأسباب تتعلق بسلامتهن أو لأسباب إيديولجية وثقافية محلية.
عضو البرلمان البريطاني السيدة “أليسون ماكغفرن” قالت خلال التكريم وتقديم الجائزة إن “هؤلاء النساء يقاتلن كل يوم لإنقاذ حياة البالغين والأطفال المحاصرين في الصراع المحتدم في سوريا. هؤلاء النساء ينقذن الأرواح في خضم الوحشية والقسوة. ما نفعله اليوم هو رمزي وتكريم وعرفان للنساء اللواتي يشكلن أيضا جزءا حيويا من قوة الدفاع المدني في سوريا. وجوههن لا توحي بأنهن على دراية بما يفعلنه في الواقع. أسماؤهن لا يعرفها أحد. ومع ذلك فإنهن يعملن بلا كلل كما نظرائهن من الرجال. وهن يمثلن لنا نموذجا للأمل”.
في عام 2014 تم تعيين سيدتين في منظمة “الخوذ البيضاء”، والآن هناك أكثر من 100 امرأة متطوعة في المنظمة، ما سمح للمنظمة بمساعدة المزيد من الناس وخصوصا الإناث، لتتمكن من القيام بدور أكثر فاعلية في جهود الإغاثة التي تقدمها لمتضرري الحرب في سوريا.
وقالت السيدة منال إبراهيم أبازيد خلال حفل التكريم: ” أعلم أن كثيرين منكم لا يتوقعون وجود امرأة في صفوف الدفاع المدني السوري، كما أننا لا نظهر كثيرا في وسائل الإعلام، والسبب في ذلك هو أن السيدات لديهن بعض المخاوف بشأن إلقاء القبض عليهن من قبل قوات النظام أو إلحاق الضرر بأسرهن”.
وأضافت أبازيد والتي تنحدر من محافظة درعا وتبلغ من العمر 46 عاما: “نحن فخورون جدا لأننا استطعنا إنقاذ أكثر من 85 ألف شخص من تحت الانقاض في سوريا. لكننا سنكون أكثر سعادة لو توقفت هذه الحرب وسمح للناس بالعودة إلى ديارهم وتمت مساعدتهم لإعادة بناء بلدهم”.
وفي حديثها إلى قناة “آي تي في” الإخبارية في لندن، قالت أبازيد إن “الوضع الآن يشبه الجحيم، لا توجد حياة على الإطلاق” في بلدها الذي مزقته الحرب. وذكرت أنها لا تنسى موقفا تعرضت له أثناء تدريب المتطوعات في أحد المشافي الميدانية حين سمعت صراخ ابنة أخيها ضمن مصابي وضحايا هجوم بالقنابل جاءوا إلى المشفى.
وأكدت أبازيد أنهن يقمن بواجبهن الإنساني بغض النظر عن الدين أو السياسة، وقالت إننا نعمل بمعزل عن أي شيء لمساعدة أي شخص في حاجة، ومن الصعب حقا أن نرى طفلا عمره سنة واحدة فقط أصيب في هذه الحرب.
وأضافت “إن أسوأ شيء في هذه الحرب هو أن لدينا أطفالا فقدوا أطرافهم، وأطفالا فقدوا أبصارهم. من الصعب حقا أن نراهم ولا يمكننا أن نفسر لهم لماذا يحدث هذا ولماذا حدثت هذه الحرب. إننا نتعرض للموت كل يوم. ولا يمكن لأحد أن يساعد. وهذا أقل ما يمكننا القيام به من أجل الشعب”.
انضمت منال إبراهيم أبازيد إلى مجموعة متطوعات الدفاع المدني السوري في نيسان/أبريل عام 2015 وتتخصص في تقديم مبادئ الوعي ومبادئ السلامة العامة في حال وقوع هجمات، وتعليم طرق التعامل مع الأسلحة المتفجرة من بقايا وأجزاء القذائف والقذائف التي لم تنفجر فور سقوطها، وتقديم الاستشارات النفسية والتوليد، كما أنها رئيسة اتحاد المرأة الحر التابع لمؤسسات المجتمع المدني في المعارضة السورية.
من جهتها، قالت سارة براون، رئيسة منظمة Theirworld وزوجة رئيس الوزراء السابق جوردون براون: “في معظم الأحيان يعتقد الناس أن ذوي القبعات البيضاء هم رجال يبادرون لإنقاذ الأرواح، اليوم أردنا أن نكرم النساء اللواتي عملن بلا كلل وبشجاعة لأداء نفس الدور”.
وأضافت أيضا: “أنا سعيدة وفخورة جدا بالعمل الذي نقوم به أنا وزميلاتي، وهذا الإحساس يعطيني الدافع والمزيد من القوة للمضي قدما لمساعدة الناس”، كما نوهت إلى عودتها إلى سوريا يوم الجمعة المقبل لمواصلة عملها ومهامها مع زميلاتها.
وفضلا عن إنقاذ الأرواح فإن منظمة “الخوذ البيضاء” تقدم خدمات عامة إلى ما يقرب من 7 ملايين شخص في المناطق المحررة في سوريا، بما في ذلك إعادة توصيل كابلات الكهرباء، وتوفير معلومات ومقومات السلامة للأطفال وتأمين المباني ومعالجة مخلفات الحرب.
جدير بالذكر أن منظمة “عالمهم” Theirworld هي مؤسسة خيرية رائدة ومبتكرة تهتم بشؤون الأطفال وتساعدهم على الحياة بشكل أفضل بحسب إمكاناتهم من خلال الأبحاث والمشاريع الرائدة والحملات الترويجية في المملكة المتحدة وحول العالم.
خاص – ترجمة وتحرير “تيار الغد السوري”