يعتقد مسؤولون أمريكيون وعراقيون أن المسؤول الأول والأبرز في تنظيم داعش “أبو بكر البغدادي” فرّ من الموصل إلى مناطق صحراوية نائية ووعرة، وأنه مازال مصرّاً على الإبقاء على تنظيمه وقيادته، تاركا خلفه نحو 2500 مقاتل يواجهون معركة صعبة للحفاظ على مناطق غربي مدينة الموصل.
حيث نقلت صحيفة “واشنطن تايمز” عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية قوله إن “قتل البغدادي ليس أولوية لدى القوات الأمريكية”، مؤكداً أن هناك تنظيمات في سوريا لا علاقة لها بواشنطن تلاحق “الخليفة” ومقاتلي تنظيمه، في إشارة إلى الجماعات السورية المسلحة المعارضة التي خاضت معارك ضارية خلال العامين الماضيين مع “داعش” وأبرزها فصائل الجيش الحر وقوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة السورية.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن قيادات التنظيم وعناصره قد تلجأ إلى مناطق صحراوية في سوريا والعراق، حيث ستحاول إعادة بناء صفوفها فيما يتخوفون من نجاحهم بالهروب إلى خارج المناطق المحاصرين فيها لتنفيذ أعمال إرهابية خطيرة داخل سوريا والعراق وفي بلدان أخرى حول العالم.
وكانت قناة “سي إن إن” قد نقلت عن مسؤول كبير في وكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه” نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، أنهم تمكنوا من رصد تحركات زعيم داعش بعد أشهر من اختفاء أثره. لكنهم كانوا دائماً يبلغون بالأماكن التي يتواجد فيها بعد أن يغادرها، وكانت آخرها في بلدة عراقية غرب العراق، مؤكداً أن رصد تحركاته حتى ولو كانت متأخرة “إلا أنها ذات قيمة استخبارية كبيرة قد تساعد في القبض عليه أو قتله”.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، يوم أمس الأربعاء، إنه رغم عمليات الهروب الجارية لقيادات داعش من الرقة، إلا إن استعادة المدينة ستكون صعبة، نظراً إلى أن ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة الآف من مقاتلي التنظيم ما زالوا فيها، وفقاً لما ذكره مسؤول في البنتاغون.
وذكرت الصحيفة أن التنظيم لديه نحو 15 ألف مقاتل في سوريا والعراق، لكن عدد المنضمين إلى صفوفه انخفض إلى حد كبير وصار عددهم لا يتجاوز المئة كل شهر، لافتة إلى أن البنتاغون يعتقد أن التنظيم الذي خسر 65 بالمئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها، سينسحب من جميع المدن التي تحت سيطرته حالياً خلال مدة لا تتجاوز ستة أشهر.
وكانت واشنطن قد أعلنت في وقت سابق أن طلائع من قوات المارينز من الفرقة تقدر بـ400 عنصر وبطاريات مدفعية وصلت إلى شمال سوريا، لدعم القوات الكردية والعربية وأنها تستعد لخوض معركة استعادة مدينة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم المتطرف.