تقع تيرمعلة على الضفة الشرقية لنهر العاصي على بعد 7 كم شمال مدينة حمص، وتبعد عن طريق حمص – حماة إلى جهة الغرب بما يقارب 1.5 كيلومتر، ويحد القرية من الشمال قرية الغنطو ومن الشرق قرية الكم وطريق حمص – حماة ومن الجنوب قرية الأمينية الغربية ومن الغرب بلدة الدار الكبيرة، وتتواجد جنوب القرية الفرقة 26 دفاع جوي التابعة للنظام.
كانت القرية تشكل ملاذا أمنا في ريف حمص الشمالي للمهجرين من قرى وبلدات الريف، وللمهجرين أيضا من أحياء حمص التي احتلتها قوات الأسد، حيث قدر عدد المهجرين داخل القرية بـ 15 ألف نسمة، علاوة على تواجد ما يقارب من 10 ألف نسمة من أهل القرية.
كما أصبحت القرية مقصدا تجاريا وطبيبا لمعظم أهالي ريف حمص الشمالي، كونه كان يتواجد معبر فيها لدخول وخروج المدنيين إلى مدينة حمص، كما أنه كان يتواجد في القرية العديد من الأطباء والأخصائيين، ويوجد في القرية مشفى ميداني لإجراء عمليات متنوعة من العمليات البسيطة إلى عمليات دقيقة وشديدة الخطورة.
في صباح يوم الخميس بتاريخ 15/10/2015 قام الطيران الروسي بشن حملة وصفها بالقاضية على تواجد كتائب الجيش السوري الحر في المناطق المحررة بريف حمص الشمالي، وذلك بدعم بري من قوات الأسد ومليشيات لبنانية طائفية، إذ استهدف الطيران الروسي في أول غارته على القرية الفرن الآلي، حيث كان يتواجد العشرات من المدنيين، مما أدى لوقوع مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 20 شخص وعدد كبير من الجرحى، كما تم تدمير الفرن الآلي وإخراجه عن الخدمة.
الطيران الروسي وقوات الأسد اتبعا سياسة الأرض المحروقة في القرية كونها خط الدفاع الأول لريف حمص الشمالي، وتكبدت قوات الأسد والمليشيات الطائفية خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، فيما استخدمت قوات الأسد الطائرات الحربية والمروحية والأسطوانات الصاروخية المتفجرة والمدفعية الثقيلة والدبابات وعربات الشيلكا ومدافع الـ 57 وأسلحة أخرى، ولعب الطيران المروحي الدور الأبرز في ارتكاب نسبة الدمار داخل القرية كونه يحمل براميل شديدة الإنفجار تستطيع تدمير مساحة كبيرة من البنية التحتية.
الأستاذ “سعيد أبو الجود” ناشط إعلامي ومدرس في القرية قال: لقد تم تدمير ما يقارب 65 إلى 70 % من البنية التحتية في القرية، مدارس القرية ثلاث، دمرت منها مدرستان وبقيت واحد صالحة نسبيا للعمل، كما أنه تم بناء مدرسة شرعية في مسجد النور خلال السنوات السابقة من الثورة، ودمرت هي أيضا بفعل صواريخ وبراميل الأسد والغارات الروسية أما العيادات الشاملة والإرشادية الزراعية وفرنان كانا يخدما القرية ويمدان أهلها بالخبز أيضا دمروا بالكامل.
ونوّه الأستاذ أبو الجود بأن المرافق العامة في القرية من شبكات كهرباء وصرف صحي وشبكات مياه جميعها معطلة منذ أربع سنوات، الأمر الذي أجبر أهل القرية على الاستعانة بالصهاريج من أجل تأمين مياه الشرب من الآبار القريبة مع العلم نسبة صحة هذه المياه قليلة.
وأخيرا تطرق الأستاذ أبو الجود إلى الجانب الاقتصادي في القرية، حيث انعدمت الزراعة إلا بنسبة قليلة من الأراضي الزراعية التي لا تطل على حواجز قوات الأسد والمليشيات الطائفية، كما أن الثروة الحيوانية أصبحت نادرة في القرية لعدم توفر أماكن الرعي والعناية الصحية من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب القصف الهمجي على القرية، تجمعت جميع هذه الظروف على المدنيين في القرية وأثرت عليهم بشكل سلبي مما جعلهم يعيشون دون خط الفقر تقريبا.
لؤي اليونس