قالت مصادر إعلامية إن الإدارة الأمريكية تبدو حريصة على ضمان بديل لتنظيم داعش في المناطق التي يسيطر عليها في وسط وشرق سوريا، وأن يحظى هذا البديل بتأييد محلي من أهالي المنطقة وأبنائها، وأن يكون مقبولا من قبلها، وقادرا على إدارة العلاقات المتشعبة في المنطقة بحكمة وسياسية توافقية.
وأضافت المصادر أن هذا البديل المحلي سيكون كفيلا بضمان استقرار المنطقة ومنع وعرقلة خطوط الإمداد والتنقل بين الحكومتين السورية والعراقية وبين كل القوى العاملة على ساحتيهما وخصوصا القوى المتطرفة الراديكالية.
ونوهت المصادر بأن هذا البديل ينحصر في “قوات النخبة السورية” التي يقودها السيد “أحمد الجربا” باعتبارها قوة محلية من أبناء المنطقة المعتدلين الرافضين للتطرف والتنظيمات الإرهابية، كما أنهم بعيدون كل البعد عن الولاء للحكومتين في بغداد ودمشق ولا يخضعون لأي أجندة إقليمية.
وستحرص واشنطن، بحسب المصادر، على دعم هذه القوات لما وجدته فيها التزام، بالإضافة إلى أنها لمست حاجة المنطقة لها وترحيب السكان بها وأنهم مرتاحون لدخول أبناء المنطقة إليهم بعد أن كانوا متخوفين من دخول قوات تنتمي إلى مناطق أخرى لتحل محل تنظيم داعش الذي سام الأهالي المعاناة والتضييق والحصار فضلا عن المجازر والجرائم التي ارتكبها في حقهم.
ويبدو أن واشنطن نجحت في إحباط آمال الأتراك في دخول القوات الموالية لها إلى المنطقة، ولكن ربما تسمح بتعزيز “قوات النخبة السورية” بقوات محلية أخرى تنضوي الآن تحت كل من غرفة عمليات “درع الفرات” و”غضب الفرات”، كما أن واشنطن مرتاحة للعلاقة الوثيقة بين قوات النخبة والقوات الكردية في المناطق المتاخمة، الأمر الذي سيجنب المنطقة أي مواجهات مستقبلية بين الطرفين.
فقد أثبتت المرحلة الثالثة من الحملة على الرقة انسجاما وتعاونا بين القوات العربية والكردية لتحرير المنطقة، وهو الأمر الذي سيعزز إحلال السلام في المنطقة في المستقبل المنظور، ويبدو أن الجربا نجح في تحالفه مع الكرد في ضمان الاستقرار والعيش المشترك لأبناء المنطقة من عرب وكرد، كما يبدو أن الكرد مرتاحون لتحالفهم مع الجربا ويرون فيه رجلا محل ثقة، ويقدرون موقفه تجاههم وتعاونه وتحالفه معهم، فيما ناصبهم الآخرون العداء وحاربهم استجابة لأجندات لاوطنية تحكمها مصالح إقليمية لا ناقة للسوريين فيها ولاجمل.