خلال عام كامل من عمر تيار الغد السوري الذي أسسه نخبة من السياسيين والنشطاء برئاسة السيد أحمد الجربا، أكد واصف الزاب رئيس هيئة الرقابة في التيار أن الأداء السياسي للتيار جيد جدا مقارنة بالفترة الزمنية القصيرة منذ نشأته وحتى اليوم، مشيرا إلى التزامه الواضح بثوابت وأهداف الثورة السورية وحضوره البارز في الشأن السوري عموما.
وقال الزاب إن تيار الغد السوري أجرى لقاءات وحوارات مهمة مع الأطراف الدولية الرئيسية المعنية بالشأن السوري، وخاصة الدول الكبرى، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وكذلك الدول العربية ودول في الاتحاد الأوروبي. مؤكدا أنه كان لهذه اللقاءات أثر مهم، على صعيد إيصال وجهة نظر تبيّن الالتزام بمبادئ وأهداف الثورة الأساسية، ألا وهي إنجاز التغيير الديمقراطي والانتقال بسوريا إلى دولة مؤسسات يكون الشعب هو صاحب القرار فيها، وما يتبع ذلك من الالتزام بالقانون الدولي والاتفاقيات المتعلقة بهذا الشأن.
وأشار رئيس هيئة الرقابة في تيار الغد السوري إلى أن التيار التزم في كل تحركاته ومبادراته وما قام به من نشاطات بالمبادئ والأهداف التي وضعها الشعب السوري عندما أطلق ثورته المباركة، وهذه الأهداف تتلخص بالحرية والكرامة والعيش الكريم، وقد ترجم التيار هذه الأهداف إلى واقع من خلال العمل السياسي والميداني. واعتبر الزاب أن ما يميز التيار عن غيره في هذا المجال هو الواقعية والابتعاد عن الشعارات الرنانة والوعود الخادعة، وأن ما قام به من أعمال وجهود انطلق فيها من خلال الواقع الذي ينبغي التعامل مع معطياته، وكذلك عن طريق تذليل العقبات، ومحاولة التأثير على الأطراف الفاعلة، وإقناعها بالحلول التي يطرحها التيار، والتي أثبتت أنها مبنية على قراءة متعمقة وتفاعل إيجابي وبنّاء لتحقيق أهداف الثورة وطموحات الشعب السوري في إنهاء الحرب وإعادة البناء.
وبالنسبة لاجتماعات الأمانة العامة في التيار، والتي تتابع سيرها وانعقادها الدوري هيئة الرقابة في تيار الغد السوري، أكد الزاب أن هذه “الاجتماعات كانت على الدوام وفق المعايير والمصطلحات السياسية الجديدة هي المطبخ السياسي للتيار، وأنها لعبت دورا مهما في مراجعة العمل وتقييم الأداء وتبادل وجهات النظر، رغم بعض المعوّقات البسيطة التي يمكن اختصارها بالبعد المكاني بين الأعضاء، حيث يجب أن تكون الاجتماعات كلها في مكان واحد، ولكن هذا صعب في ظروف السوريين الحالية بسبب الشتات والتوزع في دول مختلفة، ولكن بالمجمل كانت اجتماعات الأمانة العامة محركا مهما لعمل التيار، وأقيّمها بأنها إيجابية ومنتجة بالمجمل”.
أما فيما يتعلق بعمل الهيئة العامة للرقابة في التيار فقد تركزت، وخاصة في بدايات العمل، بحسب الزاب، حول الالتزام التام بالنظام الداخلي، والتأكيد على جميع الأعضاء سواء في المواقع القيادية أو غيرها بالالتزام بالنظام، ووجدنا بعض الصعوبات في البداية، لكن سارت الأمور بشكل جيد إلى حد بعيد.
وأضاف الزاب أنه تمت إحالة وبحث بعض الشكاوى المتعلقة بصلاحيات الهياكل التنظيمية للتيار ومكاتبه وكذلك بعض الخلافات البسيطة بين الأعضاء، والتي تم حلها بشكل هادئ ومسؤول من خلال الحوار وتبادل وجهات النظر أكثر من اتخاذ إجراءات رقابية، لأن العمل السياسي الذي نقوم به في مؤسسات التيار المختلفة يحتاج إلى الانسجام الكامل، وهذا موجود بالفعل بين كل الأعضاء.
وبالنسبة للوضع المالي، قال الزاب إنه “من المعلوم بأن التيار لا يتلقى تمويلا من أحد سوى بعض رجال الأعمال السوريين، وبالتالي فإن النفقات لا تتعدى الأمور الضرورية المتعلقة بضرورات العمل الأساسية، وتدير المكتب المالي في التيار السيدة “وفاء حاج إبراهيم”، وهي سيدة مجتهدة وجدية ودقيقة في عملها، ولها كل التقدير والاحترام على جهودها ودورها في ضبط الأداء المالي للتيار.
كما ذكر الزاب أن من “أهم الصعوبات التي واجهتنا تمثل بالهجوم المكثف والتشويه الإعلامي من قبل مؤسسات إعلامية وأشخاص لأهداف قد تكون شخصية وغير مستندة إلى وقائع، وهنا نثني بدور المكتب الإعلامي في التيار الذي كان له دور ناجح ومشكور في متابعة هذا الجانب والرد والتوضيح والتأكيد على خط التيار ومساره الملتزم بأهداف الثورة السورية وتسليط الضوء على ما يقوم به التيار من جهود سواء على مستوى الرئاسة أو المكاتب المتخصصة والإقليمية”.
وأضاف أن ما تعرض له التيار من حملات مردّه تشتت المعارضة، وخاصة المعارضة الرسمية، وعدم فاعليتها وابتعادها عن طموحات الشعب وهمومه، وانشغالها بأمور جانبية، ومهاجمة من يعمل فيما هي لا تقدم أي طرح بناء أو مسؤول، وهذا لا يضرنا بقدر ما يضر من ينتقدنا، لأننا أثبتنا بالتجربة والعمل أننا أصحاب منطق موضوعي ورؤية استراتيجية باتت المعارضة في معظمها تحذو حذونا وتتبنى ما قلناه وكنا أول من طرحه وقدمه.
وختم الزاب: إننا في تيار الغد السوري لا نزال متمسكين بالأمل بغد سوري أفضل، ونواصل مساعينا وجهودنا لتحقيقه مع كل الشركاء في الوطن، ولازلنا ندعو ونؤكد على تضافر كل الجهود لإنجاز أهداف وطموحات الشعب السوري التي دفع ثمنها بشكل كبير وغال، وذلك بالعمل المشترك والإخلاص والصدق مع الذات ومع الناس للوصول لنتائج إيجابية بالتأكيد.