لا تعتبر سنة واحدة مدة طويلة في عمر الحركات السياسية، وغالباً ما تكون السنة الأولى سنة تأسيس لا أكثر، إلا أن تيارنا استطاع خلال عام واحد من عمره أن يحجز لنفسه مكانة مميزة على الخارطة السياسية السورية، وأن يلفت أنظار الأطراف الدولية لتسعى هذه الأطراف للتواصل معه والاطلاع على رؤاه وتجربته وطموحاته.
هذا ما أكدت عليه السيدة “مزن مرشد” عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري، بمناسبة مرور عام كامل على تأسيس وعمل التيار، كان حافلا بالجهود والنشاط على كافة الصعد وخصوصا على الصعيد السياسي السوري والدولي.
وقالت السيدة مرشد إن أهم ما يميز تيار الغد السوري كونه جمع بين أعضائه وكوادره كافة أطياف المجتمع، ولم يقتصر على فئة أو طائفة أو عرق أو منطقة؛ بل كان فعلاً تياراً جامعاً عابراً للطوائف والمناطقية، ومن هنا أتت أهميته كتيار وطني وسطي ليبرالي ملتزم بثوابت الثورة السورية العظيمة التي ستدخل عامها السابع خلال أيام.
وأكدت عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري أن التيار ظل محافظاً على مبادئ الثورة الأولى، ساعياً بكل ما أوتي من قوة لإيجاد مخرج من النفق الدامي الذي تعيشه، محاولاً التواصل مع القوى السورية والعربية والدولية ليساهم في وقف نزيف الدماء في بلدنا، والوصول إلى حل يضمن حرية وكرامة ومواطنة السوريين بعيداً عن الظلم والاستبداد، محققاً الآمال والأهداف التي قامت الثورة من أجلها.
ومن أجل ذلك كان للتيار، بحسب مرشد، نشاط متميز وملموس على الساحة الدولية، “وهنا أستطيع أن أتحدث قليلا عن فرنسا تحديداً، فقد لبى السيد أحمد الجربا رئيس التيار دعوة فرنسية مهمة في تموز/يوليو المنصرم تزامنت مع عيد الاستقلال الفرنسي، وهو توقيت مهم للغالية في أن تكون دعوى السيد رئيس التيار في هذه المناسبة بالذات، حيث التقى مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون شمال إفريقيا وشرق الأوسط “دافيد سيفاج” في قصر الإليزيه بباريس، حيث ناقش السيد رئيس التيار مع الجانب الفرنسي الوضع في سوريا، وذكرهم بالتزامهم الأخلاقي تجاه الثورة السورية ومساهمتهم المنتظرة في الحل”.
وأضافت: “كما التقى السيد الجربا في مبنى وزارة الخارجية الفرنسية مع رئيس إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا “جيروم بونافون”، وخلال اللقاء أكد الطرفان على ضرورة استئناف المفاوضات انطلاقا من بيان جنيف، كما أكدا على أهمية التهدئة في سوريا، وأنه من غير الواقعي توقع إحياء محادثات السلام دون هدنة طويلة الأمد”.
كما أشارت إلى أنه تم خلال اللقاء أيضا التأكيد على ضرورة وقف نزيف الدم و”الالتزام بالتعهدات التي قُطعت في فيينا من أجل وقف شامل ومستمر لإطلاق النار”. كما اتفق السيد الجربا مع الجانب الفرنسي على ضرورة إعلان “نظام التهدئة” في ضوء النتائج الملموسة على الأرض.
وبحسب مرشد فإنه ومنذ تلك الزيارة “كان السيد رئيس التيار مصراً على عدم جدوى أي تحرك سياسي بدون هدنة كاملة ومستمرة وبدون الوصول الكامل والمتواصل للمساعدات الإنسانية للمحتاجين والمحاصرين في سوريا، وأنه لا بد من استئناف المفاوضات والوصول إلى نتائج حقيقية”.
ونوّهت مرشد بما قام به رئيس التيار من تعريف الجانب الفرنسي على رؤية التيار بأكملها من الحل السياسي ومستقبل سوريا كدولة مدنية ديمقراطية. مؤكدة أنها “بالفعل كانت زيارة مهمة أثرت المسار السياسي للتيار برأيي ووضعته بقوة على الطاولة السياسية الفرنسية”.
وقالت أيضا: بالطبع لا ننسى دور أعضاء التيار في فرنسا الذين باتوا يشكلون عدداً لا بأس به، وهم دائبون دائما على تنظيم النشاطات والاعتصامات الداعمة للثورة السورية، والمساهمة بتعريف الشارع الفرنسي على حقيقة ثورتنا وحقيقة قضيتنا العادلة بوجه أعتى قوى العصر التي تفتك ببلدنا وتستنزف دماء أبنائنا.