قبل أمس كان سقوط جبل المنخر شمال شرق الرقة، السقوط الذي يعد تحولاً استراتيحياً كبيراً في معركة تحرير الرقة من تنظيم داعش.
سقط جبل المنخر، فعدا عن كونه على مقربة من مدينة الرقة، 30 كم فقط، فقد كان مركزاً لقيادة التنظيم ومركز تدريب وسيطرة، ضم السجون الأهم للتنظيم الذي شهد أخطر التصفيات.
المنخر منطقة بركانية وعرة، وتعتبر عقدة اتصال مهمة بين الموصل والرقة، مركزي ثقل تنظيم داعش، والسيطرة عليه يفتح ثغرة كبيرة بين الفرعين السوري والعراقي.
غني عن القول أن تحرير المنخر سيمنع عن تنظيم داعش القدرة على الكر والفر، وهي الاستراتيجية التي برع بها، وسيمنع عنه طرق الإمداد والتواصل، وسيحاصر المدينة من أكثر من جهة تمهيدا لاستردادها وتحريرها.
هذا التحول أيضا سيزعزع من الحالة النفسية لعناصر التنظيم، ويصيبها بمقتل لأن البلدة الصغيرة لها دلالات كبيرة في تاريخ التنظيم، كونها شهدت اللقاءات الأولى لقيادة التنظيم من العراق وسوريا، وعادة ما استخدمت مكانا لاجتماعها ولقاءاتها المهمة.
لطالما تحدث المراقبون مرارا أن لاتحرير للرقة دون تحرير المنخر.. وأمس تحرر المنخر، ويبدو اليوم أن تحريره سيفتح الطريق أمام تحرير مدينة الرقة دون صعوبات كبيرة.
مدينة الرقة، التي كانت بداية أوج التنظيم، ومنها – بدءً من المنخر- ستكون نهايته.
تجدر الإشارة، أن القوات التي حررت المنخر على درجة كبيرة من المعرفة والدراية بأهمية البلدة التي يجهلها الكثيرون ولا يعرفون عن أهميتها الإستراتيجية وطبيعتها شيئا.
قرب الرقة من المنخر سيضعها في مرمى نيران القوى المهاجمة وسيتيح إمكانية الرصد وتحديد الأهداف بدقة عالية ما يخفف من الكلفة الباهظة في أرواح المدنيين.
سقط المنخر على يد أبناء المكون العربي، الذي يعول عليهم دخول الرقة ودير الزور، حيث بيوتهم وأهليهم.
سقط المنخر، على يد مجموعة مقاتلة ولدت من رحم مذابح التنظيم، اسمها ” قوات النخبة السورية”.
قاسم الخطيب