توصل أهالي حي الوعر المحاصر في حمص وممثلي النظام وروسيا إلى اتفاق مبدئي على أن يتم إجلاء الثوار من الحي مقابل رفع الحصار، وينتظر أن يتم التوقيع النهائي عليه اليوم الأحد، فيما قصفت قوات النظام الحي بعد ساعات من التوصل للاتفاق.
حيث اجتمعت لجنة التفاوض في حي الوعر المحاصر، أول أمس الجمعة، مع وفد روسي ووفد تابع لنظام الأسد ممثل بمحافظ حمص طلال البرازي ورئيس فرع الأمن السياسي اللواء حسام لوقا، وذلك لبت أمور التفاوض حول الحي وقد اتفق الأطراف على خروج كتائب الثوار مع عائلاتهم إلى إحدى المناطق التالية: إما ريف حمص الشمالي أو إدلب أو مدينة جرابلس.
حيث أكد لنا الناشط “جلال التلاوي” ذلك فقال إنه بالنسبة للاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه بعد جهد هو خروج من يرغب من الحي على دفعات، كل سبعة أيام دفعة حوالي ١٥٠٠ شخص، وسيتم ذلك بعد التوقيع على الاتفاق إلى أن ينتهي عدد الخارجين، والخروج سيكون لإدلب وللريف الشمالي، وأكد التلاوي أن النظام إلى الآن ما زال يتردد في الموافقة على جرابلس، والضامن للخروج هو الروس.
كما ستبدأ تسوية أوضاع من يرغب بالبقاء في حضن النظام بعد ستة أيام من توقيع الاتفاق. والتسوية التي يقصدونها، بحسب التلاوي، هي أن يسلم الشخص سلاحه إن كان مسلحا، وأن يسوي وضعه إن كان مطلوبا، وبعد فترة إن وجدوا أن عليه جرما ما سيتم اعتقاله ومحاكمته.
ومن ضمن البنود أيضا أن النظام لن يدخل لحي الوعر إلا بعد ستة أشهر، ولكن ستدخل الشرطة السورية والشرطة الروسية في هذه الفترة، وسيتم تشكيل لجنة من الحي لمتابعة أمور التفاوض، وسيبقى عدد 300 مسلح لضمان أمن الحي، وسيكون تنسيقهم مع النظام.
وسيتم، بحسب مسودة الاتفاق، فتح الطريق لعودة أهالي حي الوعر وخروج الموظفين والطلاب وإدخال الطعام ومستلزمات الحي.
ونبه الناشط إلى أن التوقيع لم يتم إلى الآن، والتفاوض ما زال جاريا لكسب الأفضل، منوها بأن الحذر مطلوب في هذه الفترة.
وبذلك يودع الثوار آخر معاقلهم في مدينة حمص بعد حصار وقصف مارسته قوات الأسد بطريقة مدروسة وممنهجة، حيث أجبرت الثوار على المغادرة للحفاظ على سلامة المدنيين خصوصا أن طائرات ومدفعية الأسد تستهدف الحي المحاصر للضغط على الثوار والقبول بشروط اتفاق تسيلم للحي وخروج الثوار منه.
جدير بالذكر أنه بعد خروج لجنة التفاوض من الاجتماع قصفت قوات الأسد ومليشيا الرضا الطائفية الحي بوابل من الأسطوانات الصاروخية شديدة الانفجار وقذائف الهاون محاولة بذلك زيادة الضغط على الثوار والمدنيين للإسراع بإخلاء الحي.
وسبق أن توصل الأهالي في حي الوعر والنظام إلى اتفاق لإخراج مئات من مقاتلي المعارضة من حي الوعر في أيلول/سبتمبر الماضي، وذلك مقابل كشف مصير أكثر من 7000 معتقل تقدمت المعارضة بأسمائهم، لكن النظام عطل هذا الاتفاق ورفض التعاون بشأن المعتقلين.
هذا وتحاصر قوات النظام والمليشيات الداعمة لها حي الوعر منذ منتصف عام 2013، حيث يعاني سكان الحي البالغ عددهم نحو خمسين ألف شخص من ظروف إنسانية صعبة للغاية مع قصف واستهداف يومي ومنع وصول المساعدات الأممية.
وفي السياق، استهدفت قوات النظام، يوم أمس السبت، منطقة الحولة وأحياء بلدتي تلدو وتير معلة وقرية حوش حجو بالريف الشمالي بالأسطوانات المتفجرة وقذائف الهاون والمدفعية والرشاشات الثقيلة.
كما شنت طائرات النظام الحربية والمروحية غارات على محيط مطار تدمر العسكري، ومناطق وادي الأحمر وأطراف صوامع الحبوب والجبال المحيطة بمستودعات التسليح وآبار العمي شمال شرقي مدينة تدمر بريف حمص الشرقي حيث تدور معارك عنيفة جدا في المنطقة بين مقاتلي تنظيم داعش قوات النظام.
لؤي اليونس