غصة في قلوب المدنيين والثوار في حي الوعر المحاصر بسبب التغريبة القسرية التي اضطروا إليها، ودموع الأسى والفراق على وجوههم لمغادرة الحي، بعد صمود تواصل لست سنوات، قدموا خلالها أجمل المظاهرات الثورية وذاقوا فيه أياما حلوة وأياما مريرة.
وقّع اليوم اتفاق بين لجنة التفاوض من أهالي الوعر ووفد من نظام الأسد برعاية روسية، الاتفاق المبرم ينص على خروج دفعات من الحي كل دفعة 1500 شخص، حيث إن موعد خروج الدفعة الأولى بعد أسبوع من توقيع الاتفاق، كما أن المدنيين والثوار مخيرون بإحدى مناطق ثلاث؛ إما ريف حمص الشمالي أو مدينة إدلب أو ريف جرابلس.
الراغبون في البقاء داخل الحي سيتم تسوية أوضاعهم، إن كان مسلحا فسيقوم بتسليم سلاحه، وإن كان مطلوبا لأحد الأفرع بتهم غير السلاح سيتم تسوية وضعه.
وبحسب الناشط “جلال التلاوي” في تقرير سابق، فإن من ضمن البنود أن النظام لن يدخل للوعر إلا بعد ستة أشهر، ولكن ستدخل الشرطة السورية والشرطة الروسية في هذه الفترة، وسيتم تشكيل لجنة من الحي لمتابعة أمور التفاوض، وسيبقى 300 مسلح لضمان أمن الحي وسيكون تنسيقهم مع النظام.
ومن ضمن بنود الاتفاق أيضا فتح الطريق لعودة أهالي الوعر وخروج الموظفين والطلاب وإدخال الطعام ومستلزمات الحي.
قوات الأسد ومليشيا الرضا الطائفية عرقلت توقيع الاتفاق عدة مرات، حيث قصفت بالمدفعية الثقيلة والأسطوانات المتفجرة الحي كما استهدف رصاص قناصي مشفى حمص الكبير أهله على الدوام.
الثورة تخسر آخر معاقلها داخل مدينة حمص، ولم يبق سوى الريف الشمالي لحمص خاضعا لسيطرة الثوار، ما يخشاه الناشطون في الحي هو مخطط التغيير الديموغرافي الممنهج الذي يعمل نظام الأسد عليه منذ أربع سنوات، وأن يكون خروج الأهالي إلى غير رجعة منظورة.
لؤي اليونس