شبكات الانترنت الفضائي تغزو المناطق المحررة وتحل أزمة الاتصال مع العالم الخارجي

تهجر الملايين من السوريين إلى كافة أنحاء العالم هربا من بطش وهمجية نظام الأسد وإجرام شبيحته الطائفيين، حيث عانى معظمهم خلال البحث عن إيجاد سبل للتواصل مع ذويهم في...
انترنت فضائي سوريا

تهجر الملايين من السوريين إلى كافة أنحاء العالم هربا من بطش وهمجية نظام الأسد وإجرام شبيحته الطائفيين، حيث عانى معظمهم خلال البحث عن إيجاد سبل للتواصل مع ذويهم في الداخل السوري المحرر، في ظل انقطاع تغطية الهواتف الخلوية وشبكات الانترنت 3G والاتصالات الأرضية، لم يكن بد من الاستعانة بوسائل بديلة ذات تقنية أفضل، حيث انتشرت أجهزة الانترنت الفضائية بشكل كبير في المناطق المحررة، ولاقت ترحيبا كبيرا بين الناس كونها جعلتهم يتواصلون مع كل الناس حول العالم من خلال مواقع التواصل الإجتماعي وأبرزها facebook  و whatsapp وبرامج أخرى أيضا.

الناشطة “جودي عرش” من حي الوعر تحدثت لنا عن تجربتها فقالت: استخدمت شبكة 3G من أجل عملي الإعلامي والتواصل مع القنوات والمنظمات، ولكن كنت أجد صعوبة كبيرة جدا في ذلك حيث كنت اضطر إلى الذهاب إلى أماكن قريبة من تمركز قوات الأسد “خطوط تماس” من أجل البحث عن تغطية 3G كي أتواصل مع القنوات أو لرفع مقاطع الفيديو والصور من داخل الحي وتوثيق جرائم الأسد بحق المدنيين المحاصرين. ومن ناحية أخرى ساهمت شبكات الانترنت الفضائي في الحي بالرغم من كونها محدودة بنقلة نوعية وساعدت الناشطين بنقل الأحداث بشكل فوري وسريع.

صالات الانترنت الفضائي مشروع تجاري من ناحية للإستفادة المادية، ومن ناحية أخرى لتزويد شرائح كبيرة من المناطق المحررة بخدمة الانترنت الفضائي، لتعويض غياب شبكات الاتصال الخلوية والانترنت التابعة لنظام الأسد، حيث إن نسبة كبيرة من أبراج التغطية (MTN – Syriatal) أصبحت خارج الخدمة بسبب القصف الجوي والمدفعي الذي قامت به قوات الأسد والمليشيات المساندة لها على المناطق المحررة.

قوات الأسد في بداية الثورة عندما كانت تريد إقتحام منطقة ما كانت تقطع عنها الكهرباء وشبكات الاتصال الخلوي والانترنت، وذلك للتغطية على جرائمها وحقدها ضد المناطق الثائرة، بينما تواجد أجهزة الانترنت الفضائي ساعد الناشطين والإعلاميين في المناطق المحررة من نقل الواقع والمعاناة للعالم وتوثيق جرائم نظام الأسد.

“محمد أبو عبادة” من تيرمعلة تحدث لنا أيضا عن تجربته مع شبكات الانترنت الفضائي فقال: بعد مرور سنتين على الثورة انقطعت الاتصالات الخلوية بشكل نسبي عن المنطقة التي أقطن بها، وكنت أذهب إلى أماكن بعيدة لكي أحصل على تغطية وأتحدث مع أهلي الذين هجروا من البلاد، وبعد دخول شبكات الانترنت الفضائي المنطقة، حيث غزت كل مكان، ساعدتني كثيرا بالتواصل مع أهالي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بشكل يومي مع العلم أن التكلفة المادية أقل من التكلفة المادية التي كنا ندفعها على وحدات الاتصال الخلوي والانترنت التابع للأسد.

الاستبداد الذي اتبعه نظام الأسد قبل الثورة بجعل الانترنت محدودا وضمن نطاق ضيق وتحت مراقبة أفرع الأمن والمخابرات جعل شريحة كبيرة من المجتمع السوري مغيبة عن مواكبة التطور في العالم، وهذه النقلة النوعية التي حققتها الثورة من الإيجابيات التي تحسب لها.

لؤي اليونس

أقسام
من سوريا

أخبار متعلقة