قال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، مستشار ولي ولي العهد السعودي إن الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفقا في اجتماعهما على أن إيران تمثل تهديدا أمنيا على المنطقة وعلى سبل مكافحة تنظيم داعش الإرهابي والقضاء عليه، مؤكدا أن اجتماعهما كان تحولا تاريخيا في العلاقات بين البلدين.
وقال المستشار السعودي في بيان له إن ترامب وولي ولي العهد “تطابقت وجهات نظرهما بشكل تام حول خطورة التحركات الإيرانية التوسعية في المنطقة، وأن إيران تحاول كسب شرعيتها في العالم الإسلامي عبر دعم المنظمات الإرهابية”.
وأضاف البيان أن الأمير محمد بن سلمان أكد أن الاتفاق النووي الإيراني “سيئ وخطير للغاية على المنطقة، وشكل صدمة للعارفين بسياسة المنطقة، وإنه لن يؤدي إلا لتأخير النظام الإيراني الراديكالي لفترة من الزمن في إنتاج سلاحه النووي”.
وذكر أن المحادثات تمثل نقطة تحول تاريخية في العلاقات بين البلدين، وأضاف مستشار ولي ولي العهد السعودي أن اللقاء أعاد الأمور لمسارها الصحيح، ويشكل نقلة كبيرة للعلاقات بين البلدين في كافة المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، و”ذلك بفضل الفهم الكبير للرئيس ترمب لأهمية العلاقات بين البلدين واستيعابه ورؤيته الواضحة لمشاكل المنطقة”.
وقال بيان المستشار السعودي إن الأمير محمد بن سلمان “أبدى ارتياحه بعد اللقاء للموقف الإيجابي والتوضيحات التي سمعها من الرئيس ترمب حول موقفه من الإسلام، وذلك عكس ما روّجه الإعلام عن الرئيس الأمريكي”، وأضاف أن لدى ترمب نية جادة وغير مسبوقة للعمل مع العالم الإسلامي، وتحقيق مصالحة بشكل كبير، وأنه يرى فيه صديقا حقيقيا للمسلمين.
ولدى سؤاله، خلال استضافته في قناة فوكس نيوز الأمريكية، حول تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي حول نيته دفع دول الخليج إلى دفع الأموال من أجل إقامة مناطق آمنة في سوريا ومحاربة داعش، قال بن فرحان إن “السعودية لطالما لعبت دورها في المنطقة وبذلت جهودها من أجل استقرارها، وهي لطالما أكدت جهوزيتها للتعاون مع الولايات المتحدة من أجل مجابهة داعش سواء في سوريا أو العراق أو عبر المنطقة، وليس فقط مالياً بل إن المملكة عرضت في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن ترسل فرقا عسكرية إلى سوريا من أجل محاربة داعش، إلا أن إدارة أوباما لم تبد حماستها. وهذا العرض لا يزال قائماً”.
واشار إلى السعودية حريصة على ألا تقتصر محاربة داعش على اجتثاثه اليوم، بل أيضاً إزاحة الأرضية أو الأسس التي ساهمت في “نشوئه”، وهذا يتضمن حماية المدنيين في سوريا من النظام وإيران.
وأوضح أن الجانبين ناقشا في الاجتماع العديد من الملفات الاقتصادية بين البلدين، ومنها استثمارات سعودية كبيرة في الولايات المتحدة، وفتح فرص للشركات الأمريكية بشكل كبير واستثنائي للدخول إلى السوق السعودية.
وكان الرئيس الأمريكي التقى ولي ولي العهد السعودي في البيت الأبيض في أول لقاء لمسؤول سعودي على هذا المستوى منذ تنصيب ترامب، حيث حضر اللقاء عدد كبير من مستشاري ترامب، فيما سيعقد اجتماع رسمي يوم غد الخميس لإجراء مباحثات موسعة بين الجانبين.