أدان وزير الخارجية البريطاني قصف قوات الأسد عمدا عين الفيجة، مصدر المياه الرئيسي في دمشق، فيما اعتبرت لجنة تحقيق أممية ذلك جريمة حرب.
جاء ذلك عقب إعلان لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا، يوم أمس الثلاثاء، إن القوات الجوية السورية قصفت عن عمد مصادر للمياه في كانون الأول/ديسمبر 2016 في جريمة حرب أدت لقطع المياه عن 5.5 مليون شخص في العاصمة دمشق ومحيطها.
وكتب بوريس جونسون عبر حسابه الخاص في موقع تويتر إن التقرير الأممي الذي أكد تلك الحادثة “أصابه بالدهشة”، مضيفا أن “قصف الأسد لمصدر مياه دمشق تسبب في آثار مدمرة.. يجب أن يتم انتقال سياسي بدون الأسد في سوريا”.
وأضافت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا أنها لم تعثر على أدلة على تعمد الجماعات المسلحة المعارضة تلويث أو تدمير إمدادات المياه مثلما زعمت الحكومة السورية في ذلك الوقت.
وسيطر مقاتلو المعارضة على ينابيع المياه في وادي بردى شمال غربي دمشق منذ 2012 وتعرضوا لهجوم كبير من قوات الأسد وحلفائها من ميليشيات حزب الله اللبناني على الرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار. وانسحب مقاتلو المعارضة في نهاية كانون الثاني/يناير بموجب اتفاق رعاه الجانب الروسي.
وقالت اللجنة التي يقودها المحقق البرازيلي “باولو بينيرو” إنه لا توجد تقارير عن معاناة أشخاص من تلوث للمياه في أو قبل 23 كانون الأول/ديسمبر عندما استهدفت القوات الجوية السورية عين الفيجة بضربتين جويتين على الأقل.
وجاء في تقرير اللجنة “على الرغم من أن وجود مقاتلي الجماعات المسلحة عند النبع يمثل هدفا عسكريا فإن الضرر الشديد الذي لحق بالنبع كان له تأثير مدمر على أكثر من خمسة ملايين مدني في مناطق تسيطر عليها الحكومة أو المعارضة والذين حُرموا من المياه الصالحة للشرب بصفة منتظمة لأكثر من شهر”.
وقال التقرير إن الهجوم كان إحدى بضع جرائم حرب ارتكبتها القوات الحكومية السورية. ومن جهته، لم يعقّب سفير النظام حسام علاء بشكل مباشر على الهجوم أثناء مناقشة في مجلس حقوق الإنسان في جنيف لكنه قال إن حكومته ترفض الاتهامات بأنها هاجمت مدنيين أو مرافق للبنية التحتية المدنية.
وفي واقعة منفصلة قال التقرير إن طائرة سوخوي 22 أسقطت أربع قنابل على مجمع للمدارس في منطقة بريف إدلب تسيطر عليها قوات المعارضة في تشرين الأول/أكتوبر. وأضاف أنه مع وصول موظفي الإغاثة أسقطت طائرة سوخوي أخرى أربع قنابل أيضا. وفي المجمل قتل 21 طفلا و15 بالغا وأصيب 114 آخرون.
وذكر التقرير أن روسيا، حليفة الأسد، أنكرت وقوع الهجوم لكن أدلة من شهود وصورا فوتوغرافية وصورا التقطتها أقمار صناعية وشظايا قنابل أكدت تورط الحكومة السورية. وقال التقرير “توجد أسباب معقولة للاعتقاد بأن سلاح الجو السوري استهدف عن عمد مجمع المدارس في بلدة حاس بريف محافظة إدلب”.
وقال التقرير أيضا إنه في أول شباط/فبراير قصفت طائرات، على الأغلب سورية أو روسية، مركز الهلال الأحمر العربي السوري في مدينة إدلب الموجود منذ وقت طويل والمعروف بعلاماته المميزة وقتلت وأصابت العديد من العاملين فيه حيث أصيب رئيسه مأمون خربوط إصابات بالغة.
وأضاف أنه في سلسلة جرائم حرب فإن أنماط الهجمات تشير أيضا بقوة إلى أن قوات مؤيدة للحكومة استهدفت بطريقة ممنهجة منشآت طبية. ويغطي التقرير الفترة من 21 تموز/يوليو 2016 إلى 28 شباط/فبراير هذا العام.
وجاء نشر التقرير بعد أقل من أسبوعين من قول اللجنة إن طائرات الحكومة السورية قصفت عن عمد قافلة إنسانية فقتلت 14 موظف إغاثة في سبتمبر أيلول من العام الماضي.
ووثقت اللجنة أيضا استخدام القوات الحكومية وقوات موالية لها غاز الكلور القاتل في مناسبات عدة في ضواحي دمشق وفي محافظة إدلب. وأشار تقرير اللجنة إلى أنه لا يوجد دليل على تورط روسي في هجمات الكلور.
كما أورد التقرير أيضا قائمة بفظائع ارتكبها تنظيم داعش وجبهة النصرة وهما جماعتان مدرجتان في قائمة الأمم المتحدة للجماعات الإرهابية.