أكد المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش العقيد “جون دوريان” أن العسكريين الأمريكيين والروس في سوريا يقعون في نطاق رؤية بعضهم البعض ويسعيان لعدم الاصطدام في الأجواء السورية.
وقال دوريان، خلال مؤتمر صحفي ردا على سؤال حول ما هي المسافة التي تفصل بين الجانبين قرب مدينة منبج: “عناصر قواتنا وقوات الروس يستطيعون رؤية بعضهم البعض، لكنهم لا يتواصلون”. مشددا “نفعل كل ما بوسعنا للبقاء على مسافة بين بعضنا البعض”.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” قد أعلنت أن واشنطن على علم بالعمليات العسكرية الروسية في مدينة منبج بريف حلب، مع استمرار التنسيق بين البلدين تفادياَ لوقوع حوادث، لكنها وصفت الاتصالات بين الجانبين بأنها ليست “وثيقة جدا”. كما أعلنت، الأسبوع الماضي، عن نشر قوات عسكرية أمريكية قرب منبج لتفادي الصدام بين الأطراف العاملة هناك، ما عدا تنظيم داعش.
وفي سياق متصل، أشار العقيد الأمريكي إلى أن روسيا والولايات المتحدة تواصلان استخدام القناة الخاصة لتفادي وقوع حوادث جوية خلال العمليات العسكرية في أجواء سوريا، موضحا “هم يبلغوننا بالمناطق التي سيعملون فيها، ونحن نبلغهم بالمناطق التي سنعمل فيها”.
وجاء ذلك بعد أسبوع على عقد اجتماع روسي تركي أمريكي في مدينة أنطاليا التركية، حيث تم الاتفاق على إمكانية اتخاذ تدابير إضافية لمنع وقوع أحداث غير مرغوب بها بين قواتهم في سوريا.
هذا فيما أجرى مسؤولون روس وأمريكيون مراراً مناقشات حول تجنب الحوادث العسكرية وتفادي وقوع أي اشتباكات غير مقصودة في الأجواء السورية، في إطار مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها عام 2016.
وتقود روسيا بالإضافة لقوات التحالف الدولي عمليات عسكرية في العديد من المناطق السورية بهدف القضاء على التنظيمات الإرهابية كتنظيمي داعش والنصرة.
من جانب آخر أكد دوريان أن “البنتاغون” ما زال يأمل في مشاركة “قوات سوريا الديمقراطية” في عملية تحرير الرقة. وأوضح دوريان “أما بخصوص ما يتعلق بالكرد ومشاركتهم في تحرير الرقة، فنتوقع ذلك على مستوى معين، ونواصل العمل مع قوات سوريا الديمقراطية”. مشددا على أن التحالف الدولي “منفتح أمام مشاركة تركيا في محاربة تنظيم داعش شمال سوريا”.
جاء ذلك عقب أيام على نقل وكالة روسية عن مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية، لم تسمه، قوله إن واشنطن تعتزم شن عملية تحرير الرقة بمشاركة تركيا وحلفائها في التحالف الدولي.
وكانت تركيا قد أعلنت في عدة مناسبات، أن واشنطن لم تحسم قرارها بشأن عملية استعادة الرقة، مبدية رغبتها في المشاركة بالعملية، لكنها لوحت بعدم المشاركة بالعملية في حال اشراك واشنطن المقاتلين الكرد فيها.
وتدرس وزارة الدفاع الأمريكية خطة تقضي بتوسيع المشاركة العسكرية الأمريكية في عملية الرقة وتقديم الدعم اللازم لقوات سوريا الديمقراطية في هذه العملية، في وقت كشف قائد قوات التحالف الدولي “ستيفن تاونسيند” عن مناقشات جارية بين واشنطن وأنقرة بخصوص الدور الذي يمكن أن تلعبه الأخيرة في هذه العملية.
وأطلقت قوات النخبة السورية وقوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي مؤخرا المرحلة الثالثة من عملية “غضب الفرات” في الرقة بهدف إحكام عزل المدينة واستعادة السيطرة على المنطقة، حيث تمكنت من التقدم والسيطرة على قرى ونقاط كانت بيد داعش كان آخرها سيطرة قوات النخبة على جبل المنخر الاستراتيجي.