فيما تنعقد جلسات المفاوضات السورية في جنيف وسط أجواء ضبابية وتصريحات متضاربة وغير حاسمة وخصوصا من المبعوث الدولي الذي يدير المفاوضات مع تأكيداته أنه لا يتوقع تحقيق انفراجة أو معجزة خلال الجولة الحالية، تبدو المعارضة أكثر قناعة بالحل السياسي وأهميته في حسم الحرب السورية على عكس النظام الذي مازال يناور ويتلاعب بالوقت باحثا عن سراب اسمه الحسم العسكري.
حيث يؤكد “منذر آقبيق” الناطق باسم تيار الغد السوري أن المعارضة السورية أدركت أنه لا يوجد حل عسكري في سوريا، وذهبت إلى جنيف من أجل العمل على إنجاز حل سياسي، ولكن نظام الأسد مازال بعيدا عن هذه القناعة، وينتابه شعور بأن الرياح مؤاتيه لتحقيق انتصار عسكري، وهو يعتقد أنه انتصر فعلا بعد سقوط الجزء الشرقي من حلب وغيرها من المناطق.
إلا أن ما ينطبق على المعارضة ينطبق على النظام أيضا، والمعارك الأخيرة في دمشق وحماة، بحسب آقبيق، هي دليل على أن النظام أيضا لن ينتصر عسكريا، وعليه التعاون مع المسار السياسي في جنيف، والذي يتلخص في الانتقال السياسي إلى حكم جديد شامل وذي مصداقية وغير طائفي.
ويضيف آقبيق أن تعويل الأسد على تحقيق انتصار عسكري هو خطأ في الحسابات من المحتمل أن يدفع ثمنه غاليا.
تصريحات آقبيق هذه تأتي فيما تتواصل أعمال الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف بين المعارضة والنظام، حيث يعقد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “استيفان دي ميستورا” جولة مباحثات جديدة مع وفدي المعارضة والنظام بالإضافة إلى وفد منصة القاهرة.
وكان دي ميستورا قد أكد في وقت سابق أنه لا يتوقع تحقيق خروق خلال هذه الجولة أو حصول معجزات، مشيرا إلى أنه يسعى فقط للبناء على ما تحقق في الجولة الماضية. مشيدا بحضور الوفود إلى جنيف “رغم أن المحادثات تتزامن مع هجمات وهجمات مضادة وظروف معقدة على الأرض”، داعيا كلا من روسيا وتركيا وإيران إلى الاهتمام بالوضع “المقلق” لوقف إطلاق النار في سوريا، وعقد اجتماع آخر في أستانة بأقرب وقت.
كما أكد دي ميستورا أن المحادثات التي أجراها مؤخرا، في الرياض وموسكو وأنقرة تمخضت عنها وحدة في موقف الدول الثلاث المعنية بشكل مباشر بالملف السوري بشأن المضي قدما بمفاوضات جنيف.
في سياق آخر، تحدثت بعض المصادر من داخل منظمة الأمم المتحدة، بأن الأمين العام أنطونيو غوتيريس قرر عدم تجديد مهمة دي ميستورا في سوريا والتي تنتهي مع آخر الشهر الحالي.
ويتم تداول عدة أسماء لخلافة دي ميستورا، أبرزها منسقة شؤون الأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، وحارث سيلاديتش الذي شغل سابقا منصب وزير خارجية البوسنة والهرسك.