تتواصل التقارير والدراسات حول خطر التمدد الإيراني في سوريا والعديد من الدول العربية وخصوصا اليمن، وأثر ذلك على أمن واستقرار المنطقة وأمن واستقرار ومصالح العالم أجمع، بسبب السياسة العدوانية والتحريضية التي تنتهجها طهران في سبيل بسط نفوذها وحماية نظامها الحاكم عبر الإخلال بأمن دول الجوار الذي له انعكاساته الدولية الخطيرة.
حيث قالت صحيفة “كريستيان ساينس مونتيور” الأمريكية إن إيران، بعد أن نجحت في دعم نظام بشار الأسد في سوريا، بالتأكيد تمهد لوجود طويل الأمد في هذا البلد الذي مزقته الحرب، وهو أمر بالتأكيد سيزعج إسرائيل كما أنه بدأ يلفت انتباه واشنطن.
واللافت أنها أنفقت إيران مئات الملايين من الدولارات لدعم الاقتصاد السوري، كما أنها تشرف على مليشيات شيعية متعددة الجنسيات لتعزيز قدرات جيش الأسد المتداعي والذي لم يكن يمكنه الوقوف لولاها، فضلاً عن تدريب مليشيات سوريَّة على يد عناصر في المؤسسة العسكرية الإيرانية.
واعتبر محللون أن نجاح إيران، وتوسيع نطاق وجودها في سوريا، يعد أمراً حيوياً لها ولحزب الله اللبناني، ومن ثم فإن على الولايات المتحدة أن تعمل بشكل رئيسي في سوريا إذا كانت فعلاً تريد تقويض نفوذ إيران
تقول رنده سليم، الباحثة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن أفضل استراتيجية لردع النفوذ الإقليمي لإيران هو إضعافها في سوريا؛ وذلك بحرمانها من الموارد التي استثمرتها من خلال نظام الأسد، مشيرة إلى أن سوريا ترسخ محور إيران وسوريا والعراق وحزب الله، وحرمان إيران من سوريا لا يعني إضعافها في لبنان من خلال حزب الله، وإنما أيضاً في المنطقة ككل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما بموسكو، أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في سوريا ما بقيت القوات الإيرانية هناك، مؤكداً أن إيران تسلح نفسها وقواتها ضد “إسرائيل”، ومن ضمن ذلك داخل الأراضي السورية، وهي في الواقع كسبت موطئ قدم لمواصلة الحرب على “إسرائيل”.
ولكن قال بالمقابل الجنرال محمد حسين باقري، رئيس أركان القوات الإيرانية، إن إيران يمكنها في المستقبل بناء قواعد بحرية في كل من سوريا واليمن، حيث تقدم طهران دعماً عسكرياً للمليشيات الحوثية في اليمن.
بنيامين نتنياهو أشار بدوره خلال لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا إلى موضوع القاعدة البحرية الإيرانية، في وقت لا تزال استجابة روسيا حول مخاوف “إسرائيل” غير واضحة، ويرى محللون أن روسيا لا يمكنها أن تمارس أي ضغط على حليفتها الإيرانية في الساحة السورية.
وعلى الرغم من أن الحلف الإيراني الروسي واللبناني في سوريا قد أصبحت له اليد الطولى في الصراع، فإن الحرب لم تنته بعد، خاصة في ظل النقص العددي الكبير الذي يعانيه جيش النظام السوري، مما يعني أنه سيبقى بحاجة إلى حلفائه.
فريدريك سي هوف، الباحث في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، قال إن إمكانية العمل مع روسيا للحد من النفوذ الإيراني في سوريا يجري بحثها، مشيراً إلى أن الروس أبلغوا أعضاء المعارضة السورية أنهم سئموا من عدم احترافية جيش الأسد والمليشيات الشيعية التي جلبتها إيران من العراق ولبنان وأفغانستان، غير أنه لا يزال من غير الواضح ما الذي ستفعله موسكو حيال ذلك.