قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر تجاوز خمسة ملايين لاجئ لأول مرة منذ ست سنوات، مناشدة الدول المانحة المساعدة على إعادة توطين 600 ألف منهم.
حيث أظهرت بيانات للمفوضية اليوم الخميس أن عددهم السابق كان أربعة ملايين وثمانمئة ألف، وبقي في هذه الحدود معظم عام 2016 قبل أن يتجاوز حاجز الخمسة ملايين مطلع هذا العام.
وقال المتحدث باسم المفوضية “بابار بالوش” إن عدد اللاجئين السوريين في تركيا زاد بواقع 47 ألفا منذ شباط/فبراير الماضي ليصل إلى 2.97 مليون لاجئ؛ وهو ما يعني أن تركيا تحتضن أكثر من نصف عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار. وأشارت بيانات جمعتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والحكومة التركية إلى أن نحو نصف مليون لاجئ يعيشون في خيام حاليا.
وبالإضافة إلى السوريين المتواجدين في كل من تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق، يوجد مئات آلاف السوريين في دول الخليج العربية وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وغيرها، وبين 2011 و2016 قدّم أكثر من ثمانمئة ألف سوري طلبات لجوء في أوروبا.
وتقول الأمم المتحدة إنها بحاجة لتمويلات تقارب خمسة مليارات دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، وتقدر المفوضية الأممية عدد النازحين السوريين داخل بلادهم بسبب الحرب بنحو 6.3 ملايين نازح.
من جهته، قال “فيليبو غراندي” مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين إن على المجتمع الدولى بذل المزيد من الجهود لمساعدة اللاجئين السوريين. مؤكدا أنه “لا يزال أمامنا طريق طويل لتوسيع نطاق إعادة التوطين وفتح آفاق جديدة للحياة للاجئين”. مضيفا أنه “لمواجهة هذا التحدي، لا نحتاج إلى أماكن إضافية فحسب، بل نحتاج أيضا إلى الإسراع في تنفيذ التعهدات القائمة”.
وتأتي هذه التصريحات بعد عام واحد من الاجتماع رفيع المستوى المعني باللاجئين السوريين والذي عقد في جنيف في 30 آذار/مارس 2016 ودعا إلى إعادة توطين 10٪ من إجمالي اللاجئين السوريين بحلول عام 2018، وعلى الرغم من الدعوة التي وجهت خلال ذلك الاجتماع لإعادة توطين نصف مليون لاجئ سوري وإيجاد الأماكن المتاحة لهم لم يتم تنفيذ الحد الأدنى من مقررات الاجتماع.
وقال غراندي “إن التعهدات السخية المقدمة من الدول المانحة هي محط ترحيب ووتثبت تضامنا دوليا وتقاسما إنسانيا المسؤولية من جانب المجتمع الدولي. وإذا أردنا تحقيق هدفنا، فإننا بحاجة الآن إلى تسريع هذه الجهود في عام 2017 وما بعده”.
وبتوقيع إعلان نيويورك بشأن اللاجئين والمهاجرين في أيلول/سبتمبر 2016، التزمت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بزيادة جهودها للعثور على أوطان جديدة لجميع اللاجئين الذين حددتهم المفوضية بأنهم يحتاجون للحماية وأعادة التوطين. حيث تقدر المفوضية أن حوالي 1.2 مليون لاجئ محتاجون إلى إعادة توطين في عام 2017، 40٪ منهم من السوريين.
وشددت المفوضة السامية على أن “إعادة التوطين أداة بالغة الأهمية لحماية اللاجئين. إلا أن أشد الفئات ضعفا هي من تحال إلى إعادة التوطين. ولهذا السبب، ستواصل المفوضية عملها مع الدول من أجل زيادة عدد أماكن إعادة التوطين وعدد ومدى سبل الحماية التي تكمل إعادة التوطين. وكما تعلم العديد من الدول من التجربة المباشرة، فإن إعادة التوطين لا تمنح اللاجئين الفرصة لإعادة بناء حياتهم فحسب، بل أيضا إثراء المجتمعات التي ترحب بهم”.