اندلعت الليلة الفائتة اشتباكات وصفت بالعنيفة بين حركة فلسطين حرة والفصائل الفلسطينية الموالية للنظام من جهة، والمجموعات المسلحة داخل مخيم اليرموك من جهة أخرى، أسفرت عن مقتل أحد عناصر حركة فلسطين حرة، وسقوط عدد من الجرحى من كلا الطرفين.
هذا فيما تضاربت الأنباء حول خروج أو بقاء عناصر هيئة تحرير الشام في مخيم اليرموك، بموجب الاتفاق الذي جرى بين فصائل المعارضة وإيران، والقاضي بإخلاء بلدتي كفريا والفوعة المواليتين في ريف إدلب الشمالي، مقابل إخلاء مدينتي الزبداني ومضايا ومخيم اليرموك من المسلحين، فيما شددت الهيئة في تصريح نشرته وكالة قاسيون على أنها باقية في مخيم اليرموك، منوهة إلى أنها لم تجر أي مفاوضات خارجية بخصوص إجلاء المدنيين والعسكريين من كفريا والفوعة.
إلى ذلك، لا يزال سكان مخيم اليرموك يعانون من أوضاع إنسانية مزرية نتيجة الحصار المفروض على المخيم من قبل النظام السوري منذ (1377) يوماً على التوالي، والانتهاكات التي يمارسها تنظيم داعش بحقهم، والتي أدت إلى فرار عدد كبير من أهالي اليرموك إلى البلدات والمناطق المتاخمة للمخيم، بحسب ما نشرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.
هذا فيما يعاني سكان مخيم خان دنون بريف دمشق أوضاعاً معيشية مزرية نتيجة انعدام الخدمات الأساسية من صحة وطبابة ومواصلات وغلاء الأسعار واستمرار انقطاع التيار الكهربائي والمياه والاتصالات لساعات وفترات زمنية طويلة تصل لأكثر من 16 ساعة في اليوم.
كما تنتشر البطالة بين صفوف أبناء المخيم الذي يقع على مسافة 23 كيلومتر جنوب العاصمة السورية دمشق بسبب التوترات الأمنية مما جعل المساعدات التي تقدمها الجهات الإغاثية لهم المصدر الوحيد لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
وفي السياق يشتكي اللاجئون الفلسطينيون في مناطق مخيم درعا وتجمعات المزيريب وجلين وتل شهاب وبعض المناطق الأخرى في محافظة درعا من واقع طبي مأساوي، حيث أدى القصف والاستهداف المتكرر لتلك المناطق لدمار المنظومة الطبية في تلك المناطق بشكل شبه كامل. فيما تفتقر تلك المناطق لوجود أي مشفى أو مراكز طبية تقدم خدماتها الصحية للأهالي، في حين تقتصر الخدمات على بعض المساعدات الطبية التي تقدمها النقاط الطبية الإسعافية فيها.
يضاف إلى ذلك التوقف التام لخدمات وكالة “الأونروا” في تلك المناطق الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الطبية بشكل كبير.
هذا فيما أكد تقرير “فلسطينيو سوريا والأبواب المغلقة” الذي أصدره كلاً من مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا ومركز العودة الفلسطيني في لندن، قبل يومين، أن قوات النظام ما تزال تمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مخيماتهم رغم بسط سيطرتها الكاملة عليها وخلوها من أي مسلح، مثل مخيم سبينة الذي يخلو من سكانه، ومخيم الحسينية الذي سمح بالعودة الجزئية لسكانه المؤيدين للنظام وبشروط وظروف صعبة.
كما أشار التقرير إلى أن الربع الأخير من عام 2016 شهد تهجير حوالي 250 عائلة فلسطينية من سكان مخيم خان الشيح إلى محافظة إدلب بعد توقيع اتفاق مصالحة بين النظام وفصائل المعارضة.
ويشير التقرير أيضا إلى أن عملية الرصد الميداني خلال النصف الثاني من عام 2016 أظهرت تفاقم المعاناة وانحدار الأوضاع العامة للاجئين الفلسطينيين السوريين في ظل تواصل الأعمال الحربية في سوريا، وما ترافق معها من عمليات نزوح هنا أو تهجير وحصار هناك، واستمرار نزيف الدم الفلسطيني.