‎مفاوضات جنيف تشرعن الديكتاتور في سوريا

‎أكد أحمد شبيب، عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري، أنه من غير المجدي لأي متابع للحالة السورية وتقلباتها النظر الى مسألة تمديد مهمة السيد ستيفان دي ميستورا المبعوث...
المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا

‎أكد أحمد شبيب، عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري، أنه من غير المجدي لأي متابع للحالة السورية وتقلباتها النظر الى مسألة تمديد مهمة السيد ستيفان دي ميستورا المبعوث الخاص الى سوريا من عدمه.

وأشار في تصريح خَص به موقع إيلاف، إلى أن «جوهر عمل المبعوث الدولي وبغض النظر عن هويته وتاريخة وتجربته وإمكاناته هو إنجاز تفاهمات حول قضايا مختلف عليها، وما سيساهم بنجاحه أو فشله هو ظروف الصراع وتجاذباته وميزان القوى وإرادة الدول الفاعلة، وعلى وجه الخصوص الدول الخمس دائمة العضوية».

وأوضح أن المبعوثين الثلاثة الذين تم تكليفهم بهذه المهمة على التوالي، “كوفي عنان، والأخضر الإبراهيمي ودي ميستورا”، “قد واجهوا عطالة في مجلس الأمن المتمثلة بالفيتو الروسي الصيني، ولا مبالاة وتراجع مواقف الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق باراك اوباما، والموقف البريطاني الذي رفض مجلس العموم فيه فكرة توجيه ضربة عقابية لنظام الأسد، بعد استخدامه الكيميائي بحق المدنيين في جريمة لم تحتاج لإثبات وشاهدها العالم أجمع، وموقف فرنسي لم يستطع أن يغير الحالة اليائسة لمجلس الأمن”.

جنيف 2012
وأضاف: “بيان جنيف 2012 وكل القرارات الأممية الخاصة بالحالة السورية” ليست ملزمة سواء للنظام الذي مازال – بإرادة الدول فقط – يمثل، قانوناً، الدولة السورية، ويتحكم بالمواطنين في الداخل والخارج، وله الولاية القانونية عليهم بالحد الأدنى بالوثائق الثبوتية، أو لحلفاء النظام الذين يرسلون له الدعم المالي العسكري ويجندون لحمايته كل أنواع المرتزقة وشذاذ الآفاق، ويعطلون مجلس الأمن من الاضطلاع بدوره سواء بفرض الحل السياسي، أو تعطيل إحالة جرائمه للنظر فيها في المحكمة الجنائية الدولية. من هنا يأتي عجز أي مبعوث عن انجاز مهمته”.

وإذا عدنا إلى الوراء وللحالة التي رافقت بيان جنيف نجد، بحسب شبيب، “أن بمقدور النظام اليوم الادعاء واهماً بأن الزمن ومآلات الحالة السورية جعلا الحديث عن تطبيق بيان جنيف غير واقعي”.

وشدد أن المشهد اليوم يدل على تنامي الارهاب وتشكيل تنظيمات إرهابية، وتم تصنيفها إرهابية بقرار من مجلس الأمن، والمعارضة أصبحت معارضات، والشعب بين مهجر ونازح وضاعت أية بوصلة يمكن أن توصل من طالبوا بالتغيير إلى هدفهم المنشود.

أما بشكل عام حول وضع المعارضة وحالها، فلفت إلى أنها “ما زالت تتمسك ببيان جنيف لأنهم يرون في عبارة ( هيئة حكم انتقالية ) خشبة الخلاص من هذا النظام المجرم المارق، ولكنها تعجز عن تشكيل هذه الهيئة لأن ذات البيان يتحدث عن ( الرضا المتبادل) وهذا شرط تعجيزي، ولذلك يطرقون كل الأبواب بما في ذلك باب موسكو الذي كان من المحرمات منذ أمد ليس بعيد.

ويعانون من الفرقة والضعف والتشتت، إذ لا توجد إرادة دولية حقيقية لتوحد المعارضة كالتي كانت موجودة عندما تم توجيه الدعوة للمعارضة العراقية المشتتة المتشرذمة آنذاك للتوحد في مؤتمر لندن عام 2002 . واذا لم تتغلب المعارضة السورية على مشاكلها وتجتمع على قاعدة المصلحة الوطنية العليا، ربما سيجمعها الزمن لاحقاً على أرصفة الفشل والندم والعار” .

هوية المبعوث الأممي
وأمام هذا الواقع انتهى شبيب إلى القول “فمن الخطأ التركيز على أداء أو هوية المبعوث الأممي بقدر التركيز على أساس المشكلة التي نعاني منها وهي الفرقة والتشتت، وشهوة البعض للاقصاء، ولهذا أسبابه الذاتية، وأسباب أخرى ورئيسية تتعلق باختلاف الأجندات الدولية سواء لدول جيران سوريا، أو الدول الكبرى.

وخلال سنوات الثورة الست تم تغييب آلاف الوطنيين ما بين شهيد ومعتقل أو خارج الأطر السياسية المعارضة، وما بين هذا وذاك يضيع الوطن ويتقسّم أمام أعيننا. ونتيه في أرض الله الواسعة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا”.

من جانبه، قال الكاتب والناشط الحقوقي السوري، إبراهيم يوسف في تصريح خَص به موقع إيلاف، إنه تصاعدت وتيرة الاهتمام بتمديد مهلة مهمة المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا ستة أشهر أخرى، والتي تنتهي مع أواخر مارس، لمدة نصف شهر، أو ستة أشهر أخرى، كما تردد بين رافض ومؤيد، وإن كان الرجل نفسه، “ولربما في لحظة يأس سبق أن أشار إلى عدم رغبته في التمديد، بعكس تكتمه على الأمر في الساعات الأخيرة قبل انتهاء مهمته، والحديث عن عدوله عن رأيه والتقدم بطلب لتمديد مدة مهمته ليتسنى له عرض وجهة نظره في الشأن السوري خلال اجتماع الأمم المتحدة، ولربما استكمال مشروعه”.

سيناريوهات تزينية لصور القتلة
‎وأشار اليوسف، إلى أن الدول ذات الثقل في تسيير بوصلة الحرب في سوريا لم يكونوا ليحتاجوا إلى كل هذه المسرحيات المتسطحة، من قبلها، من خلال ممثلين أمميين مباشرين، أو ثانويين، “مادمنا لم نرَ حتى الآن أية ترجمة فعلية لها في محاولة إيقاف رحى الحرب الدائرة في البلاد، لأن كل المؤشرات تدل على أن هذه المفاوضات، والمداولات، استطاعت أن تشرعن حضور الدكتاتور السوري وآلته، من دون أن تحرك ساكناً من خلال ما يواجه دور الأسرة الدولية ولو الافتراضي، بما يجعل العالم كله شريكاً في وزر ما يحدث للسوريين من قتل وتشريد وإبادة، ولتكون هذه المفاوضات التي تجري على هامش الحدث الكبير عبارة عن سيناريوهات تزينية لصور القتلة، مهما كانت هناك نوايا طيبة لدى هذا المبعوث الأممي أو ذاك، باعتبار أنه غير قادر على فعل شيء، وما تمديد مهلة الحرب لتدخل عامها السابع إلا ما يؤكد غياب وفشل الدور الأممي وتورط المتحكمين به في مستنقع الحرب. وكل هذا نتاج قناعة تامة يدركها السوريون في كل مكان….”.

بهية مارديني-إيلاف

أقسام
حوارات

أخبار متعلقة