ارتفعت حصيلة الشهداء والضحايا الذين سقطوا إثر غارت شنتها الطائرات الحربية الروسية على مدينة سلقين بريف إدلب الغربي إلى 37 شهيدا، فيما بلغت الحصيلة النهائية لمجزرة خان شيخون بالريف الجنوبي مئة ضحية وأكثر من أربعمئة مصاب، حيث ينتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة بعد قليل لإدانة المجزرة.
وكانت غارات جوية روسية قد طالت، يوم أمس الثلاثاء، منطقة مكتظة بالمدنيين في مدينة سلقين ما أوقع مجزرة مروعة بحق المدنيين العزل راح ضحيتها 37 شهيد والعشرات من الجرحى، كما تعرضت مدينة جسر الشغور لقصف جوي مماثل خلف 9 شهداء والعديد من الجرحى، كما استشهد طفلان بقصف صاروخي لقوات النظام استهدف قرية قوقفين في جبل الزاوية مصدرها معسكر جورين، في حين أصيب عدد من المدنيين بقصف جوي روسي استهدف قرية كفتين من الطائفة الدرزية بريف إدلب الشمالي، كما أغارت الطائرات على بلدتي الهبيط وكللي. كما تعرضت مدينة سراقب لغارة جوية من الطيران الحربي الروسي خلفت أربعة شهداء أم وأطفالها الثلاثة إضافة لعدد من الجرحى.
واستهدف طيران النظام الحربي من نوع سوخوي 22 الحي الشمالي من مدينة خان شيخون، فجر يوم أمس الثلاثاء، بصاروخ يحتوي غازات سامة يعتقد أنها مادة السارين، ما أدى لارتكاب مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 100 شهيدا و400 مصاب بحالات اختناق وتشنج عصبي وجروح غالبيتهم أطفال ونساء، ومن ثم عاود طيران النظام الحربي التابع للطيران الروسي قصفه لمدينة خان شيخون بعدة غارات استهدفت مركز الدفاع المدني ومشفى الرحمة تسبب بحدوث أضرار مادية كبيرة وخروجهما عن الخدمة، كما أصيب في القصف ثلاثة نشطاء إعلاميين بحالات اختناق نقلوا على إثرها للمشافي الميدانية وهم بحالة صحية جيدة، كما أصيب عدد من عناصر الدفاع المدني وطواقم الإسعاف خلال محاولتهم إسعاف المصابين بحالات الاختناق.
دوليا، وزعت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا على أعضاء مجلس الأمن الدولي مسودة مشروع قرار يدين استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون، وذكرت البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة إن المشروع وضع تحت ما يعرف بالإجراء الصامت قبل ساعة من بدء جلسة مجلس الأمن المفتوحة المقرر أن تناقش الموضوع نفسه.
وبموجب الإجراء الصامت تعد صياغة المشروع نهائية ومعتمدة بحلول الوقت المحدد ما لم يعترض أي من أعضاء المجلس عليها.
وعقب لقاء جمعه مع ممثلة الاتحاد الأوروبي العليا للأمن والسياسة الخارجية “فيدريكا موغيريني” على هامش التحضيرات لعقد مؤتمر حول سوريا في بروكسل اليوم الأربعاء، قال استيفان دي ميستورا إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا للكشف عن الجهة التي شنت هذا “الهجوم المروع”.
وردا على سؤال صحفي بشأن الجهة التي شنت الهجوم، أجاب دي ميستورا بقوله “لا نملك أدلة صريحة حاليا.. لكن نعلم أن هذا الهجوم تم تنفيذه عن طريق الجو.. سنجري محاكاة فنية حول ما حدث من أجل التأكد. ما نعلمه هو الرعب بين الضحايا.. المشاهد التي شاهدناها توضح كل شيء”.
من جهتها، وصفت المسؤولة الأوروبية الهجوم الكيميائي في إدلب بـ”المروع”، مشددة على أنه “ينبغي محاسبة المسؤولين عن ذلك أيا كانوا، فلا حصانة لأحد تجاه ما حدث اليوم”. وأضافت أن “كل نظام لديه مسؤولية الدفاع عن شعبه، وهذا ينطبق على جميع الأوضاع وفقا للقوانين الدولية”.
هذا فيما قال مصدر بالحكومة الأمريكية إن واشنطن تعتقد أن غاز السارين قد استخدم في هجوم إدلب، وإن من “شبه المؤكد” أن الهجوم نفذته قوات موالية لبشار الأسد.
وقال وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيليرسون” إن الهجوم الكيميائي يظهر كيف يتصرف الأسد “بوحشية دون خجل”. وأضاف أن على روسيا وإيران أن تستخدما نفوذهما على النظام السوري لضمان عدم تكرار تلك الهجمات المروعة.