أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال افتتاح مؤتمر بروكسل لدعم سوريا ودول الجوار، يوم أمس الثلاثاء، أنه مع دخول الحرب في سوريا عامها السابع، هناك حالياً أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري يعيشون في الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، وقد قام كثيرون آخرون بالرحلة الخطيرة إلى أوروبا ودول أبعد من ذلك.
وأضاف بيان صحفي مشترك لمفوضية اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه مع انطلاق “مؤتمر بروكسل حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي نيابةً عن 240 شريكاً دولياً ووطنياً والحكومات المضيفة في المنطقة عن قلقهما البالغ إزاء انخفاض مستويات التمويل الحالية للاستجابة الهادفة إلى مساعدة ملايين اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم.
ونوه البيان بأن هناك حالياً أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري يعيشون في الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، وقد قام كثيرون آخرون بالرحلة الخطيرة إلى أوروبا ودول أبعد من ذلك. وعلى الرغم من أن العالم يستعد للاجتماع في بروكسل، لم يتم الحصول إلا على جزء صغير من الأموال الضرورية لمساعدتهم.
ويُعقد مؤتمر بروكسل حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة في 4 و5 نيسان/أبريل. ولا يزال الصراع في سوريا يشكل أكبر تحدٍ إنساني في العالم مع وجود 13.5 مليون رجل وامرأة وطفل داخل سوريا بحاجة أيضاً إلى المساعدة الملحة.
ودعا البيان إلى تلبية النداء والالتزام بالاستراتيجية الإقليمية الأولية التي تم وضعها بعنوان “الخطة الإقليمية لدعم اللاجئين وتمكين المجتمعات المستضيفة لهم للعام 2017” والهادفة إلى جمع 4.63 مليار دولار لمواصلة توفير الحماية والمساعدة الأساسية للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم. وحتى اليوم تم تلقي 433 مليون دولار فقط أي 9% من المبلغ المطلوب.
واشار البيان إلى أنه من دون التمويل الإضافي، سيتم تقليص المساعدة في جميع المجالات هذا العام وسيتم تخفيض المساعدات الغذائية والنقدية أو قطعها بحلول منتصف العام، مما يشكل تحدياً للاستقرار والأمن في المنطقة. ونظراً لأن غالبية اللاجئين السوريين يعيشون تحت خطوط الفقر الوطنية، ستواجه العائلات الخيار المستحيل وهو إخراج أطفالها من المدرسة، وسيُضاف هؤلاء إلى نصف مليون طفل توقفوا عن التعليم. وسيتباطأ دعم برامج سبل كسب العيش وخلق فرص العمل، في وقت ترتفع فيه البطالة بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة على حد سواء.
من جهته، صرّح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، قائلاً: “الوضع يزداد سوءاً. ونحن نرى العديد من الأطفال غير القادرين على الذهاب إلى المدرسة والعائلات التي لا تستطيع الحصول على مأوى ملائم أو تلبية احتياجاتها الأساسية”.
وقالت هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “إن القصة هي نفسها في جميع أرجاء المنطقة. فالمياه وخدمات الصرف الصحي وأسواق العمل والسكن تخضع جميعها للضغوط. ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع شركائه في الخطة الإقليمية لدعم اللاجئين وتمكين المجتمعات المستضيفة لهم على الأرض بتوسيع البنية التحتية وتعزيز سبل كسب العيش وتحسين التنمية المجتمعية. إلا أن الاحتياجات هائلة، ونحن بحاجة إلى المزيد من الدعم”.
وأضاف غراندي: “نحن نعترف ونثني على الهبات المقدمة حتى اليوم، إلا أن الحقيقة البسيطة هي أن هذا التمويل لا يزال أقل من الاحتياجات”.
جدير بالذكر أن الخطة الإقليمية لدعم اللاجئين وتمكين المجتمعات المستضيفة لهم تجمع أكثر من 240 شريكاً في استجابة إنسانية منسقة على نطاق المنطقة، تساعد أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري و4.4 مليون شخص في المجتمعات المضيفة في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.