دعا معارضون إلى اجتماع موسع للمعارضة السورية، فيما حمّل آخرون الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية مجزرة خان شيخون في ريف إدلب، مؤكدين أن التصريحات الأخيرة حول بقاء بشار الأسد واستمراره وأولويات الإدارة الأمريكية الجديدة بالنسبة للملف السوري شجعت النظام على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين، وسط صمت مريب للمجتمع الدولي.
حيث دعا رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات جميع القوى السياسية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني، لاجتماع لمناقشة مستقبل العملية السياسية عقب مجزرة الكيماوي في مدينة خان شيخون.
وقال في تغريدة “أدعو إلى اجتماع موسع يضم كافة القوى السياسية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني، لمناقشة مستقبل العملية السياسية، في ظل تصاعد جرائم النظام وحلفائه”. مؤكدا أن “مجزرة خان شيخون دليل آخر على أنه لا يمكن التفاوض مع نظام أدمن الإجرام، ولا قيمة لهدنة يشارك فيها الضامن بالجريمة”. وقال: “ندرس كافة الاحتمالات”.
ووقعت أول أمس الثلاثاء مجزرة مروعة ارتكبها الطيران الحربي باستهدافه لمدينة خان شيخون بالغازات السامة، راح ضحيتها أكثر من 100 شخص، وأصيب أكثر من 300، فيما اعتبر ناشطون دعوة حجاب متأخرة جدًا في ظل خلافات الهيئة على وقع جنيف والعملية السياسية وطالبوا الهيئة بعدم الاستئثار بالقرار السياسي وجمع الصفوف أمام كل هذه الجرائم والاستحقاقات القادمة.
من جانبها، دانت باريس المجزرة ودعت إلى اجتماع عاجل في مجلس الأمن الدولي، فيما نفى النظام وروسيا أن تكون طائراتهما قد استهدفت بلدة خان شيخون بريف إدلب بالغازات السامة أو المواد الكيماوية، واتهمت القيادة العامة لقوات النظام في بيان لها المعارضة بالوقوف وراء استهداف خان شيخون بالكيماوي.
فيما أعرب تيار الغد السوري، في بيان له، عن حزنه واستنكاره للمجزرة، وطالب الأمم المتحدة بمحاسبة النظام السوري عن جرائمه.
وأوضح منذر آقبيق، الناطق الرسمي باسم التيار، في تصريحات مختلفة لوسائل الاعلام، أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام الكيماوي ضد المدنيين، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأشار الى وجوب عدم إفلات المجرمين من العقاب.
في حين حمّل معارضون الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية المجزرة، واعتبروا أن التصريحات الأخيرة حول بقاء الأسد شجعته على المضي في جرائمه.
من جانبه، استنكر المجلس الإسلامي السوري مجزرة خان شيخون، وأكد أن النظام بتكرار استخدامه للسلاح الكيماوي قد أمن العقوبة والمحاسبة على جرائمه المتكررة، وطالب الشعب السوري في الداخل والخارج بالتظاهر لاستنكار هذه المجزرة، داعياً الدول العربية والإسلامية لاتخاذ موقف حازم لنصرة الشعب السوري.
ولفت إلى أن المجزرة التي ذهب ضحيتها حتى الآن المئات من القتلى والمصابين تحت سمع العالم وبصره، وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء. وأضاف بأن العالم تساهل في إدانة استخدام النظام الغازات السامة، “واليوم يستخدم النظام السلاح الكيماوي ضد شعبنا السوري الأعزل بعون من روسيا وإيران”.
وأكد أنه بعد مجزرة الغوطة الأولى “تم إلقاء القبض على أداة الجريمة وبقي المجرم حراً طليقاً بمختبراته وإمكاناته، ويشير الواقع إلى أن النظام ما زال مستمراً في تصنيع الأسلحة الكيماوية وتخزينها تحت بصر العالم وسمعه، مما يجعل الأمم المتحدة والدول الكبرى شركاء مباشرين في هذه الجريمة النكراء”.
وطالب الشعب السوري في الداخل ودول اللجوء بالتظاهر ضد هذه الجرائم، كما طالب كل المنظمات والجهات المعنية بالتحرك لوقف هذه المجازر، وناشد الدول العربية والإسلامية بأن “يقفوا الموقف الحازم الذي تمليه عليهم أخوة الإسلام ونصرة الضعفاء”.
واختتم المجلس بيانه برسالة للثوار على الجبهات مخاطبا من أسماهم المرابطين المجاهدين “إن هذا النظام ومن ورائه روسيا المجرمة وإيران الحاقدة يرموننا عن قوس واحدة، ولم يفرقوا بين مدني ولا عسكري ولا فصيل وآخر، فالواجب الديني يملي علينا جمع الكلمة ووحدة الصف والموقف لنكون قادرين على إيقاف هذه المآسي”.