تأييد دولي للضربة الأمريكية ودعوات لدعم مسار الحل السياسي في سوريا

تستمر التصريحات الدولية المؤيدة للضربة التي وجهتها الإدارة الأمريكية لمطار الشعيرات بحمص فجر اليوم الجمعة، لكنها تقترن بدعوات مؤكدة إلى إحياء مسار الحل السياسي لإنهاء الأزمة في سوريا، معتبرة...
مطار الشعيرات بريف حمص إثر الضربة الأمريكية

تستمر التصريحات الدولية المؤيدة للضربة التي وجهتها الإدارة الأمريكية لمطار الشعيرات بحمص فجر اليوم الجمعة، لكنها تقترن بدعوات مؤكدة إلى إحياء مسار الحل السياسي لإنهاء الأزمة في سوريا، معتبرة أن الضربة كانت عقابا مناسبا لاستخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام ضد المدنيين في خان شيخون.

حيث قال مجلس الاتحاد الأوروبي في بيان صحفي صادر عن ممثله إن الاتحاد الأوروبي (في إعلانه 193/17 المؤرخ 6 نيسان/أبريل 2017) كان لا لبس فيه في إدانته لاستخدام الأسلحة الكيميائية، مضيفا أن استخدام الأسلحة الكيميائية أو المواد الكيميائية كأسلحة يشكل جريمة حرب، ويحمل مرتكبيها مسؤولية هذا الانتهاك للقانون الدولي.

ونوه البيان بأن الولايات المتحدة أبلغت الاتحاد الأوروبي بأنه استنادا إلى تقييمهم بأن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية، شنوا ضربة على مطار شعيرات في سوريا مع نية مفهومة لمنع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة. مؤكدا أن الولايات المتحدة أبلغت بروكسل أيضا بأن هذه الضربات محدودة وتركز على منع وردع المزيد من استخدام الفظائع المتعلقة بالأسلحة الكيميائية.

كما أكد الاتحاد الأوروبي أنه سيواصل دعم جهود وعمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ولا سيما في سوريا، بما في ذلك آلية التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، فيما يتعلق بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية. وينبغي أن يعاقب أولئك الذين يتبين أنهم مسؤولون في إطار الأمم المتحدة.

وعبر الاتحاد الأوروبي عن اعتقاده الراسخ أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع في سوريا، وأنه ملتزم بوحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامتها الإقليمية واستقلالها. مضيفا أن حلا سياسيا موثوقا به، على النحو المحدد في قرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف لعام 2012، سيكفل السلام والاستقرار في سوريا ويتيح لهزيمة حاسمة لداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية التي حددتها الأمم المتحدة في سوريا.

كما أكد الاتحاد الأوروبي مجددا دعمه للمحادثات بين السوريين التي تجري بوساطة الأمم المتحدة في جنيف للتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري. وأن هذا الأمر أكثر إلحاحا الآن، كما أكده المؤتمر الدولي “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” الذي استضافه الاتحاد الأوروبي في بروكسل في الفترة من 4 إلى 5 نيسان/أبريل 2017.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان صحفي إنها ترحب بالعملية الأمريكية التي استهدفت قاعدة شعيرات الجوية في أعقاب هجوم خان خان شيخون بالأسلحة الكيميائية الذي أعطى مثالا جديدا على جرائم النظام ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبت خلال السنوات الست الماضية وأكدتها النتائج التي توصلت إليها المنظمات الدولية ذات الصلة فضلا عن ضمير الإنسانية. مؤكدة أن تركيا ستؤيد تأييدا تاما الخطوات التي ستتخذ لكفالة المساءلة ومنع الإفلات من العقاب في حالة ارتكاب هذه الجرائم.

وأضافت الخارجية التركية في بيانها أنها باعتبارها بلدا يستضيف ثلاثة ملايين سوري، ستواصل تعاونها مع المجتمع الدولي لمنع ممارسات النظام المتواصلة المتمثلة في الإرهاب والعقوبة الجماعية الموجهة للشعب السوري وتمهيد السبيل للنهوض بالحل السياسي في سوريا.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن “هجوم الولايات المتحدة مفهوم نظرا لأبعاد جرائم الحرب ومعاناة الأبرياء والجمود في مجلس الأمن”. ووصفت الهجوم بأنه “محدود وموجه”، لكنها رأت أن الأولوية تبقى للمحادثات السياسية للتوصل إلى حل سياسي وانتقال سلمي في سوريا.

كما أعلنت بريطانيا تأييدها الكامل للضربة الأمريكية، واعتبر متحدث باسم الحكومة أنها الرد المناسب على “الهجوم الكيميائي البربري” للنظام السوري، كما رأى أنها يمكن أن تشكل ردعا لضربات أخرى قد يكون خطط لها.

وفي باريس، قالت مصادر دبلوماسية إن الولايات المتحدة أبلغت فرنسا مسبقا بالضربة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إن الأمريكيين بدؤوا بتوضيح موقفهم، مؤكدا أن الضربة تحذير لنظام إجرامي وأن مستقبل سوريا ليس مع بشار الأسد.

بدورها، أصدرت الحكومة الإسبانية بيانا اعتبرت فيه أن الهجوم رد مقيس ومتناسب مع استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، كما أكدت أنها تدعو إلى استئناف العمل السياسي على اعتبار أنه الصيغة الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق السلام الدائم في سوريا.

كما أعرب وزير خارجية النرويج يورغ برينديه عن تفهمه للضربة، وقال إن بلاده أبلغت بها قبل وقت قصير من حدوثها، معتبرا أنها “تبعث إشارة قوية وواضحة للأسد”.

أما رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين فرأى أن الضربة قد تؤدي إلى منعطف جديد في الصراع السوري، مضيفا “موقفنا كعضو في مجلس الأمن أنه يجب أن نجد حلا للمسألة السورية الآن”.

وغرد رئيس المجلس الأوروبي “دونالد توسك” على تويتر قائلا إن “الضربات الأمريكية تظهر التصميم الذي نحتاجه ضد الهجمات الكيميائية الهمجية، الاتحاد الأوروبي سيعمل مع الولايات المتحدة لوضع حد للوحشية في سوريا”.

وقال رئيس وزراء كندا “جاستن ترودو” إن “كندا تدعم تماما التحرك المحدود والمركز الذي قامت به الولايات المتحدة لتقليل قدرات نظام الأسد على شن هجمات بأسلحة كيميائية ضد المدنيين الأبرياء، ومنهم الأطفال”، مضيفا أنه لا يمكن تجاهل استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية ولا الجرائم التي ارتكبها.

وفي سيدني قال رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول إن الضربة الأمريكية بعثت “رسالة في غاية الأهمية” بأن العالم لن يتغاضى عن استخدام الأسلحة الكيميائية”، مبديا تأييده لهذه الضربات، لكنه رأى أن التحرك العسكري لا يهدف للإطاحة بنظام الأسد رغم أن استخدامه الأسلحة الكيميائية “يثير أسئلة عن إمكانية أن يكون هناك أي دور للأسد في أي حل أو تسوية”.

كما أكد رئيس وزراء نيوزيلندا بيل إنكليش أنه تلقى اتصالا من الإدارة الأمريكية قبيل الضربة لتنبيه بلاده التي لديها مئات الجنود ضمن التحالف الدولي ضد داعش في العراق، وأكد أن بلاده لا تمانع ما قامت به الولايات المتحدة طالما أن ذلك في الحدود التي يفرضها القانون الدولي الذي يحرم استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ضد المدنيين.

وفجر اليوم الجمعة قصفت الولايات المتحدة بأكثر من خمسين صاروخا من طراز توماهوك وكروز عددا من الأهداف في مطار الشعيرات بريف حمص الشمالي الذي انطلقت منه طائرة قصفت مدينة خان شيخون في ريف إدلب بسلاح كيميائي قبل يومين، وذلك بعد أن أمر الرئيس دونالد ترامب بتوجيه ضربة عسكرية محدودة لنظام الأسد.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة