أعلنت مصادر تابعة للنظام عن مقتل وإصابة 13 عسكريا معظمهم مجندون في القصف الصاروخي الأمريكي المحدود على مطار الشعيرات وسط سوريا، كما أكدت مصادر تابعة للمعارضة أن القصف تسبب في تدمير بعض الطائرات وأجزاء من المطار الذي أصبح خارج الخدمة.
وقد تمت الضربة الأمريكية فجر اليوم الجمعة انطلاقاً من مدمرتين أمريكيتين في شرق البحر المتوسط، بعد تنسيق مع الجانب الروسي وإعلامه بها. وقال مسؤول مدني في حمص لوسائل الإعلام السورية إن القصف الأمريكي تسبب في مقتل خمسة مجندين وإصابة سبعة مفرغين أمنيين آخرين هم كل من كانوا في المطار، فضلا عن أضرار مادية.
ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “جيف ديفيس” إنه “بتوجيه من الرئيس دونالد ترامب نفذت القوات الأمريكية هجوما بصواريخ كروز (توماهوك)”، مشيرا إلى أن الضربة جاءت ردا على “قيام النظام السوري بهجوم كيميائي في خان شيخون قتل وجرح مئات من المواطنين الأبرياء”.
وبيّن ديفيس أن 59 صاروخا استهدفت “طائرات وملاجئ الطائرات ومستودعات للوقود والدعم اللوجستي ومستودعات الذخائر ونظم الدفاع الجوي وأجهزة الرادار”.
وقالت المراصد الميدانية التابعة للمعارضة إن الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات دمرت 14 طائرة مقاتلة من نوع سوخوي وبرج المراقبة ومستودعات الوقود، كما دمرت مدرجات المطار، وبات عمليا خارج الخدمة.
وأكدت المراصد أن المطار غادره الخبراء والفنيون الروس والإيرانيون قبل الضربة بأقل من ساعة من بعد منتصف الليل، مشيرة إلى أنه تم إبلاغ القوات الروسية قبل شن الضربة. فيما زعمت مواقع موالية للنظام أن ضابطا برتبة عميد كان بين القتلى، وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن ضابطا رفيع المستوى قتل خلال القصف.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أنه أمر بتوجيه ضربة على القاعدة العسكرية في سوريا التي انطلق منها الهجوم الكيمائي على خان شيخون، مشيرا إلى أنه من المصلحة العليا للأمن القومي للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستعمال الأسلحة الكيميائية القاتلة.
وبيّن ترامب أن بشار الأسد استخدم غاز الأعصاب لقتل الكثير من الأطفال والأطفال الرضع، لافتا إلى فشل جميع المحاولات لتغيير سلوك الأسد، ودعا كل الأمم المتحضرة إلى السعي لإنهاء المذبحة وإراقة الدماء في سوريا.
ويعد مطار الشعيرات الواقع في البادية السورية بريف محافظة حمص، واحدا من أهم المطارات التي يستخدمها نظام الأسد في عملياته ضد المناطق المحررة، كما يعتبر المطار الأساسي لطائرات السوخوي 22 ويمتاز بكون كل العاملين فيه من طيارين وخبراء وفنيين من الطائفة العلوية شديدة التأييد لبشار الأسد في حربه ضد الشعب السوري.
ومن جهته، أعلن طلال البرازي، محافظ حمص، أن القصف الأمريكي الذي استهدف مطار الشعيرات “يضعف من قدرة الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب ويحدّ من عملياته التي يقوم بها في ريف تدمر”.
من جهتها نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن المشرع الروسي ديمتري سابلين قوله إن الضربات الصاروخية الأمريكية لم تسفر عن إصابة أي روسي. وأضاف سابلين، وهو رئيس جماعة الإخوان العسكريين لقدامى الحرب، أن هذه المعلومات تستند إلى مصادره الخاصة.
ولكن وبحسب مسؤولين في واشنطن فإن هذه الضربة تكتيكية أي محدودة الأهداف، الغاية منها ردع نظام الأسد وإقناع موسكو بتغيير مسار الحرب المستمرة منذ سنوات. وهذا ما أكده أيضا وزير الإعلام رامز الترجمان حيث قال إنه يعتقد أن هذه الضربة محدودة في الزمان والمكان وكانت متوقعة.
وأعلن الجيش العربي السوري مقتل ستة من أفراده في الضربة الصاروخية الأمريكية على الشعيرات، في وقت أكدت مصادر إعلامية روسية أن الضربات سببت أضرارا بالغة بالقاعدة ودمرت جميع الطائرات فيها.
ونسبت وكالة الإعلام الروسية إلى موظف في مطار الشعيرات قوله إن الضربة سببت “أضرارا بالغة” في الموقع، وأن “جميع الطائرات في القاعدة أصبحت خارج الخدمة. يمكن القول إنها دمرت بالكامل”، بينما نقلت الوكالة عن التلفزيون السوري القول إن حريقا في القاعدة لا يزال مستعرا.
ومن جهتها قالت قناة الميادين في خبر عاجل لها إن قيادة الجيش السوري أخلت القاعدة الجوية من معظم الطائرات قبل القصف الصاروخي الأمريكي.
وقالت قيادة الجيش العربي السوري في بيان لها إن “الولايات المتحدة أقدمت على ارتكاب عدوان سافر ضد إحدى قواعدنا الجوية”، واعتبر أن “العدوان الأمريكي يؤكد استمرار الإستراتيجية الأمريكية الخاطئة ويقوض عملية مكافحة الإرهاب”.
وبحسب البيان ذاته فإن الضربة الأمريكية “تجعل الولايات المتحدة شريكا لداعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية”. وتوعدت القيادة العامة للجيش السوري بـ”المزيد من التصميم في سحق الارهاب أينما وجد وإعادة الأمن والأمان لكافة أراضي الجمهورية العربية السورية”.