دعت هيلاري كلينتون الولايات المتحدة إلى تحييد سلاح الجو السوري الذي يستخدمه بشار الأسد لقصف المدنيين، فيما تدرس الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب توجيه ضربة عسكرية رادعة للنظام في سوريا بعد هجوم كيميائي أدى إلى مقتل 83 شخصا في مدينة خان شيخون بريف إدلب.
وقالت كلينتون، في كلمة ألقتها خلال مناسبة رسمية في مدينة نيويورك يوم أمس الخميس، إن “الأسد لديه سلاح جوي، وهذا السلاح هو السبب في معظم الوفيات بين المدنيين كما رأينا على مر السنين الست المنقضية، وكما رأينا مرة أخرى خلال الأيام القليلة الماضية”. وأضافت “أعتقد أننا يجب أن نحيّد قوته الجوية ونمنعه من استخدامها لقصف أبرياء واستهدافهم بغاز السارين”.
وكررت وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الرئاسية الديمقراطية ضد ترامب في عام 2016 دعمها لإقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا ودعم مباشر أكثر لنشطاء الثورة السورية.
وقالت: “ما زلت أعتقد أنه كان ينبغي لنا أن نقيم منطقة حظر جوي”، في انتقادة مبطنة منها لنهج الرئيس السابق باراك أوباما الذي خدمت في حكومته. مضيفة “كان علينا أن نكون أكثر استعدادا لمواجهة الأسد”.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد قال في وقت سابق من يوم أمس الخميس إن “شيئا ما يجب أن يحدث” فيما يتعلق بالأسد، بعد أن أشار إلى الهجوم المميت على خان شيخون باعتباره عملا “شنيعا” و”مروعا” ضد أبرياء.
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية “ريكس تيلرسون” يجب أن لا يكون هناك دور للأسد في حكم الشعب السوري، وأن “الخطوات جارية” من قبل الولايات المتحدة إلى جانب تحالف دولي “لتنحية الديكتاتور”.
وقال تيلرسون “إننا نفكر في الرد المناسب على هجوم الأسلحة الكيميائية هذا”. وأضاف “إنها مسألة خطيرة تتطلب ردا جديا”.
وكانت السيدة كلينتون، أثناء عملها كوزيرة للخارجية، تؤيد عملا مباشرا في سوريا في ذلك الوقت، على الرغم من تخوف أوباما من عمل عسكري. وقالت كلينتون “كم أود أن يتمكن المجتمع الدولي من كبح جماح هذا الأمر”، معتبرة أن استصدار قرار عقابي ضد الأسد لم يكن سهلا.
وطلبت إدارة أوباما من الكونغرس في آب/أغسطس 2013 الحصول على إذن بشن ضربة عسكرية على سوريا. ولم يحدث هذا التصويت بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي لتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.
وفي ضوء الهجوم الكيميائي الذي وقع مؤخرا في خان شيخون، يبدو أن هذا الاتفاق بات ممكنا، وقد أغفلت كلينتون احتمال أن تكون إدارة أوباما قد فشلت في القضاء على خطر القوة الكيميائية لسوريا، مكتفية بالقول إنها كانت تعتقد في ذلك الوقت أنه قد تم التخلص من مخزون الأسلحة الكيميائية.
وقالت “من يدري ما إذا كان الأسد لا يزال يختبئ البعض أو أنه اشترى المزيد. نحن لا نعرف، نحن نعرف فقط بعد أن نرى أثر تلك الأسلحة على المدنيين”.
واتهمت كلينتون روسيا بدعم الأسد، قائلة إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين “أبرم اتفاقا سخر فيه قوته الجوية لدعم سياسة مكافحة الشعب التي يتبعها الأسد”.
وقالت كلينتون عن الأسد “إنه سجين توقعات عائلته التي تعقد عليه آمالها في الاستمرار في حكم البلد الذي ورثه عن أبيه الذي لايزال طيفه يتراءى له في الأفق، وأعتقد أننا لو سألناه عن معارضيه لقال لنا أن كل من يعارضه إرهابي”.. و”هذه هي الطريقة التي يفكر بها بوتين”.
وأضافت كلينتون أنها لو كانت في السلطة لقالت لروسيا إنكم إما أن تكونوا “معنا أو ضدنا في منطقة حظر الطيران هذه”.
وختمت كلينتون “لقد حان الوقت.. إن الروس يخشوننا لأننا سنقف مع الشعب السوري لنيل حقوقه وانتزاع كرامته وبناء مستقبله”.