صدام الجاسر: ماقبل الشعيرات ليس كما بعدها

طرحت الضربة الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى مطار الشعيرات الذي يشن منه نظام الأسد غارات منتظمة ضد أهداف مدنية في سوريا تساؤلات حول سببها وأهميتها وعلاقتها باستراتيجية...
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

طرحت الضربة الصاروخية التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى مطار الشعيرات الذي يشن منه نظام الأسد غارات منتظمة ضد أهداف مدنية في سوريا تساؤلات حول سببها وأهميتها وعلاقتها باستراتيجية أمريكية جديدة محتملة في سوريا سينتهجها سيد البيت الأبيض الجديد.

حيث يقول صدام حسين الجاسر، عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري، إن الضربة الأمريكية المحدودة في أهدافها الميدانية تضعنا أمام تساؤلين رئيسين: هل هي رد على المجزرة الكيميائية التي ارتكبها الأسد في خان شيخون أم أنها رد على استعمال الأسد مجددا للسلاح الكيميائي؟. ويضيف الجاسر: إن كانت الضربة الأمريكية ردا على المجزرة فهذا يعني أن هناك ملامح مرحلة جديدة يتم رسمها وفرضها على أرض الواقع ستجعل من النظام وحلفائه يفكرون كثيراً قبل ارتكاب أي جريمة أو مجزرة جديدة في سوريا وطبعاً حصلت في سوريا مجازر كثيرة فاق فيها عدد الضحايا بكثير إعداد ضحايا مجزرة خان شيخون الأخيرة.

وإن كان الهجوم الأمريكي ردا على استعمال الأسد للسلاح الكيميائي فهذا يعني أنه موافقة ضمنية من الإدارة الجديدة في البيت الأبيض للنظام السوري باستعمال كافة أنواع السلاح من مدفعي وصاروخي ونابالم وعنقودي.. ضد الشعب السوري وحظر الكيميائي فقط. والكلام مازال للجاسر.

وكان تيار الغد السوري قد أدان مجزرة خان شيخون التي وقعت يوم الثلاثاء الفائت 4 نيسان الجاري ودعا إلى إجراء دولي رادع للنظام، ومطالبا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأخذ المبادرة لمحاسبة نظام الأسد وتحميله كافة المسؤولية عن جرائمه ضد الإنسانية التي ارتكبها في سوريا.

وقبل فجر يوم أمس الجمعة وجهت مدمرات أمريكية صواريخ باليستية ذكية إلى مطار الشعيرات الذي انطلقت منه الطائرات التي استهدفت مدينة خان شيخون. وهي الضربة التي لاقت ترحيبا دوليا وعربيا كونها توجه رسالة قوية للنظام وحلفائه بأن ما يقومون به من مجازر وجرائم في سوريا لن يمر بدون حساب، فيما انتقدتها روسيا وإيران واعتبرتا الضربة عدوانا على السيادة السورية ويؤسس لمرحلة جديدة من الفوضى والإرهاب في العالم. أما النظام فاعتبر الضربة غير ذات معنى وأنه سيواصل سياسته ونهجه غير عابئ بالتهديدات الأمريكية الجوفاء.

وعلق الجاسر على موضوع السيادة السورية الذي أدانت روسيا وإيران التعدي عليها من قبل إدارة ترامب فقال: من ناحية السيادة الوطنية السورية فهي مجرد كذية كنا نعيش فيها منذ أيام حافظ الأسد، فكلنا يعلم أن الأجواء السورية كانت ولاتزال مستباحة من قبل إسرائيل، ولم يكن هناك أي رد سوى تصريحات تندد وتتوعد بالاحتفاظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين اللذين لم يجيئا حتى قامت الثورة السورية فكان الرد في درعا ودير الزور وحلب وإدلب ودمشق.. لذا علينا أن نخرج من هذه الفقاعة ونعترف بأن سوريا أصبحت بشكل كامل دولة بدون سيادة تحت قيادة نظام الأسد  الأب والابن، وجميعنا يشاهد التصرفات الروسية والإيرانية والاتفاقيات التي يعقدونها مع الثوار دون الرجوع إلى النظام وآخرها اتفاق حي الوعر الحمصي الذي تم ترتيبه وتنفيذه من قبل الروس.

وعودة إلى الضربة الأمريكية وهل تؤسس لسياسة أمريكية جديدة في المنطقة في هذه المرحلة.. يشير عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري إلى أنه إذا كان تصرف الأمريكان بالقصف تصرفا فرديا فهو رسالة إلى الروس أننا هنا ونستطيع قلب الطاولة في أي لحظة وعليكم أن تدركوا حجمكم الحقيقي، وإن كنتم تمتلكون حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي فإن التوماهوك لايحتاج سوى إلى أمر مباشر ولايمكن لأي فيتو إيقافه. ولكننا لن نستطيع تقييم التغيّر الحاصل في الإدارة الأمريكية أو في سياستها الآن، ونحتاج إلى بعض الوقت لنرى ردود الأفعال الحقيقية والخطوات القادمة التي ستتخذها كافة الأطراف في الازمة السورية كي نستطيع القول إن هناك تغيّرا فعليا في هذه السياسة.

أما إن كان رد الفعل الأمريكي بالتنسيق مع الروس فهذا يعني، بحسب الجاسر، أنه عبارة عن رسم حدود وخطوط جديدة يتم بالتوافق بين الطرفين فالإدارة الأمريكية تعلم أن الروس يستطيعون فقط لعب دور تخريبي في سوريا يتسبب في تعقيدات على الأرض لاترغب فيها أمريكا، أما من ناحية الحل فالروس يعلمون أنهم غير قادرين على فرض حل في سوريا بمفردهم، ولكن الأمريكان قادرون على ذلك وخارج إطار جنيف ومجلس الأمن الدولي، فهم في الحقيقة من يمسك جميع الخيوط إن كان بشكل علني أو خفي من وراء الستار.

وختم الجاسر: الواضح فقط هو أن الضربة الأمريكية أخذت ضجة كبيرة جدا تفوق تأثيرها الحقيقي على الأرض، وجعلت أكثر الأطراف يدركون أن الأمريكيين لهم الكلمة الفصل، وأن الوهم الذي عاشوا فيه بأن الروس هم من يسيطرون على الأمور في سوريا هو سراب خادع ينتهي في الوقت المناسب الذي تراه الإدارة الأمريكية وأن ماقبل الشعيرات ليس كما بعدها.

أقسام
حوارات

أخبار متعلقة