أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أنه لايوجد دليل على مشاركة روسيا في الهجوم الكيميائي الذي استهدف خان شيخون، لكنها “لم تمنع” النظام السوري من شنه الأسبوع الماضي.
ونقلت قناة “سي. بي. إس” الأمريكية عن تيلرسون قوله، في تصريح خاص لها، إن “روسيا وافقت على ضمان تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية، وأدى فشلها في ذلك إلى وقوع الهجوم على خان شيخون”.
وكان تيلرسون قال في تصريح سابق ، أنه لا يمكنه أن يستخلص بأن روسيا ضالعة في الهجوم الكيميائي، الذي حملت واشنطن بشار الأسد المسؤولية عنه.
واعتبر تيلرسون أنه “سواء كانت روسيا متواطئة أو خُدعت من النظام السوري، فإنها قد فشلت في الوفاء بالتزاماتها إزاء المجتمع الدولي”، لافتا إلى أن “روسيا وافقت على أن تكون الضامن لتدمير ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية، إلا أن فشلها في ذلك أدى إلى قتل مزيد من الأطفال”.
جاءت هذه التصريحات في وقت من المقرر فيه أن يلتقي تيلرسون نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو خلال الأسبوع الجاري.
وكانت وكالة “أسوشيتد برس” قد كشفت نقلا عن مسؤول أمريكي أن روسيا كان لديها علم مسبق بالهجوم الكيميائي على خان شيخون، مؤكداً أن “طائرة روسية بدون طيار كانت تحلق فوق المستشفى الذي كان يعالج فيه ضحايا الهجوم الكيميائي، وبعد ساعات قامت طائرة روسية بقصف المستشفى، فيما يعتقد أنها كانت محاولة لتغطية استخدام الأسلحة الكيميائية”.
وأضاف أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الطائرة تابعة لروسيا أو النظام، لكنه ألمح إلى أن وجود الطائرة المسيرة لم يكن من قبيل المصادفة، وأن روسيا كان لديها علم مسبق بالهجوم الكيميائي.
ومن جهته اتهم السيناتور جون ماكين روسيا بالتعاون مع النظام في الهجوم على مدينة خان شيخون، وقال ماكين خلال مؤتمر صحفي في بلغراد يوم أمس الاثنين إنه يعتقد أن “الروس يعرفون بالأسلحة الكيميائية التي استعملها الأسد في خان شيخون لأنهم يعملون من نفس القاعدة العسكرية”.
وأضاف أنه “يتعين على الولايات المتحدة تحييد القوات الجوية للنظام كجزء من إجبار الأسد على عدم تكرار مثل هذه الهجمات في المستقبل، وتابع الطيار الأمريكي السابق “سأمنع بشار الأسد من الطيران من مطاراته إذا لم يتخل عن استخدام هذه الأسلحة”. وأضاف “يجب على الولايات المتحدة أن تخبر روسيا أن هذا النوع من جرائم الحرب غير مقبول في عالم اليوم”.
كما شدد ماكين على أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى موسكو “يجب أن تؤدي إلى اتفاق مع روسيا بأنهم لن يسمحوا للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى”، مشيراً إلى أنه سيتأكد من أن الولايات المتحدة ستسلح وتدرب من يقاتل ضد نظام الأسد.
وكان العشرات قد سقطوا ضحايا الهجوم وأصيب المئات بينهم نساء وأطفال بحالات اختناق، يوم الثلاثاء الماضي، جراء هجوم كيميائي على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي ووجهت معظم دول العالم والمنظمات الحقوقية والطبية الدولية اتهامها لنظام الأسد بالمسؤولية عن ذلك، في حين نفى النظام الاتهامات، مؤكدا أنه قصف مستودع ذخيرة لمسلحي “جبهة النصرة” توجد فيه أسلحة كيميائية.