فيما وصلت حافلات من بلدتي مضايا وبقـّين بريف دمشق إلى منطقة الراموسة في مدينة حلب، تقل ألفان وثلاثمائة وخمسون شخصا، أعلن أهالي ببيلا وبيت سحم ويلدا رفضهم إدراج بلداتهم ضمن اتفاق التهجير القسري، وأكدوا أن اللجنة الوحيدة المفوضة عن منطقتهم هي اللجنة السياسية فيها.
وقال أهالي البلدات الثلاث في بيان مشترك، رداً على إدراج منطقتهم ضمن الاتفاق الذي يربط مضايا والزبداني بقريتي كفريا والفوعة المواليتين، والذي يشير في أحد بنوده إلى وقف إطلاق النار في البلدات الثلاث.
وأكد الأهالي رفضهم إدراجهم ضمن هذا الاتفاق، مؤكدين أنهم لم يوكلوا ولن يوكلوا أحداً ليفاوض عنهم ويوقع ويبرم اتفاقاً. كما أكدوا على تمسكهم بأرضهم ورفضهم الخروج منها، مشيرين إلى أن اللجنة الوحيدة والمفوضة عن منطقتهم عسكرياً ومدنياً هي اللجنة السياسية للمنطقة.
وخرج أهالي البلدات الثلاث يوم الأربعاء الماضي في مظاهرة حاشدة، نددوا فهيا بإدراجهم ضمن الاتفاق، ورفضوا الخروج من المنطقة، وأكدوا عدم الرضوخ للتدخل الخارجي من أي دولة لا تريد الخير للمنطقة دون الإشارة عّن اية دولة يتحدثون .
وقالت اللجنة في بيان سابق لها “إن أيّ اتفاق وخصوصاً ما تسرب مؤخراً من ربط منطقتنا بمناطق أخرى، لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد”. وأضافت “اللجنة السياسية في جنوب دمشق تؤكد أنها الجهة الوحيدة والمفوضة عن المنطقة لإبرام أي اتفاق”.
من جهة أخرى، وصلت حافلات تـقل الخارجين من بلدتي مضايا وبقـّين بريف دمشق، وعددهم ألفان وثلاثمائة وخمسون شخصا بينهم مقاتلون وثوار، إلى منطقة الراموسة في مدينة حلب، على أن يتم نقلهم إلى المناطق المحررة في إدلب.
وتزامن وصولهم مع دخول نحو خمسة آلاف شخص بينهم ألف وثلاثمائة من مقاتلي النظام والمليشيات منطقة الراشدين غربي حلب، قادمين من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، تمهيدا لدخول مناطق النظام في حلب.
هذا فيما تبين أن ستمائة وخمسين مسلحا فقط خرجوا من أصل ألف وثلاثمائة مسلح وهو إخلال بالاتفاق من قبل المفاوض الإيراني وميليشيا حزب الله، فيما قالت مصادر في المعارضة إنه يجري حالياً العمل لإعادة الاتفاق إلى نصابه وإخراج جميع المسلحين.
وقد خرج بدءا من فجر الجمعة أكثر من سبعة آلاف شخص بينهم مقاتلون من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، ومن بلدتي مضايا وبقين بريف دمشق، بموجب اتفاق إخلاء البلدات الأربع التي ظلت محاصرة وقتا طويلا.
حيث وصل خمسة آلاف شخص بينهم 1300 مسلح من المليشيات الموالية لقوات النظام، إلى منطقة الراشدين الخاضعة للمعارضة بريف حلب الغربي على متن 75 حافلة قدمت من بلدتي كفريا والفوعة. وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق تم التوصل إليه سابقا، ويستهدف إجلاء عشرة آلاف شخص من الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة، أبرمته هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام مع ممثلين لإيران وحزب الله.
وكان قد تم الإفراج عن 1500 من المعتقلين في سجون النظام بموجب الاتفاق، كما جرى تبادل أسرى وجثث قتلى بين هيئة تحرير الشام وقوات النظام المتمركزة إلى جانب المليشيات في الفوعة وكفريا.
كما تعرضت الحافلات التي أقلت المهجرين من مضايا وبقين لإطلاق نار في منطقة وادي بردى من مقاتلي حزب الله، مما أسفر عن جرح شخصين، وقبل خروجها باتجاه حمص ثم حماة توقفت الحافلات بعض الوقت في بلدة التكية القريبة من الزبداني والخاضعة لقوات النظام التي فتشت المغادرين، فيما ظل آلاف المدنيين في مضايا التي دخلتها اليوم قوات النظام، ويفترض أن يغادر لاحقا عدد من المقاتلين مدينة الزبداني.