لا يبدو مسار المباحثات الذي تستضيفه العاصمة الكازاخستانية أستانة وترعاه روسيا وتركيا وإيران أحسن حالا من مسار المفاوضات التي تستضيفها جنيف وترعاه الأمم المتحدة. فحالة العطالة مع استمرار الحرب المستعرة في سوريا لا توحي بأن حلا ممكنا يلوح بالأفق القريب رغم كل ما يتم من اجتماعات ومشاورات واتصالات مع الأطراف ذات الصلة والأطراف الراعية والمنسقة، خصوصا مع المواقف والتصريحات التصعيدية.
حيث يقول طريف الهلوش، عضو تيار الغد السوري، “لن نلوي عنق الحقيقة التي تجلت لكل ذي بصيرة باجتماع هنا أو مؤتمر هناك، ناهيك عن أن يكون مقر هذا الاجتماع في طهران مهد الطغيان الأسدي الذي انبرت روسيا لتصقله سيفا تجز به روؤس أطفال سوريا”.
وأضاف الهلوش لصحيفة “إيلاف“: “لن نستبشر خيرا من هكذا اجتماع وإن شاركت به تركيا فالدخان الأبيض الذي انتظره السوريون من سلسلة اجتماعات مماثلة قد انبعث، ولكن ليفتك بأطفال الغوطة وخان شيخون”.
وأكد الهلوش أنه على يقين” بأن الصواريخ الأمريكية على مطار الشعيرات لن تقطع شعرة ترامب بين روسيا والولايات المتحدة، لذلك فالمتأمل خيراً من نتائج اجتماع طهران كملتمس في الماء جذوة نار”. وتمنى أن يكون مخطئاً، لكنه لفت إلى أن “النتائج دائما كانت مخيبة للآمال”.
هذا فيما أكد متابعون لصحيفة “إيلاف” إن روسيا تحاول جاهدة ربط مسار أستانة بمسار جنيف للحل السياسي، وتحاول جاهدة إقحام الشأن السياسي في أستانة، وهذا ما ترفضه المعارضة بالمطلق، لأنه ينسف الجهد السياسي المبذول في جنيف.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أكدت انتهاء الاجتماعات التي استضافتها طهران في إطار مبادرة أستانة على مستوى الخبراء واجتماعات فريق العمل المشترك للدول الضامنة الثلاث بالتوافق على اجتماع آخر يسبق مؤتمر أستانة المرتقب يومي 3و4 أيار/مايو المقبل.
وقال بيان للخارجية الإيرانية إن الاجتماعات التي جرت على مدى يومين، ناقشت مشروع الوثائق المعروضة على الأطراف الثلاثة، منها وثائق تتعلق بنظام وقف إطلاق النار وتنفيذه، وتبادل السجناء والمختطفين، وقضايا أخرى.
وعُقد الاجتماع الأول في أستانة برعاية تركية روسية، ومشاركة إيران والولايات المتحدة وفصائل المعارضة السورية ونظام الأسد في كانون الثاني/يناير الماضي، لبحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا المتفق عليه في العاصمة التركية أنقرة في 29 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي وبعد اجتماعات مكثفة بين المعارضة ومسؤولين روس برعاية تركية.
وفي اجتماع “أستانة 2″، شباط/فبراير الماضي، جرى الاتفاق بين روسيا وإيران وتركيا على إنشاء آلية حازمة لمراقبة وقف إطلاق النار، لكن المحادثات انتهت حينها دون صدور بيان ختامي. واختتمت الجولة الثالثة من محادثات أستانة، منتصف آذار/مارس الماضي في العاصمة الكازاخية، بالاتفاق على تشكيل لجنة ثلاثية تضم كلًا من روسيا وتركيا وإيران لمراقبة الهدنة.