رجح عبد الجليل السعيد أن يلعب ”تيار الغد السوري” برئاسة السيد “أحمد الجربا” دورا قويا في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع امتلاك التيار رصيداً من العلاقات المتوازنة مع الأطراف السياسية السورية المعارضة والكثير من الدول الحاضرة في الشأن السوري كروسيا وفرنسا ومصر والسعودية والإمارات.
وقال السعيد في مقال له نشره موقع كلنا شركاء إن الملف السوري يبدو أنه قد أصبح حاضراً وبقوة على طاولة صانع القرار الأمريكي بُعيدَ الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون، والذي لم تقيّده الإدارة الأمريكية ضد مجهول كعادتها، بل وجهت الاتهام مباشرة لنظام الأسد.
واعتبر عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري أن ضرب صواريخ ”توماهوك” الأمريكية على مطار الشعيرات أوضح عقوبة اختارها ترامب على تجاوزات الأسد. متسائلا عن الفائدة التي جنتها المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً من هذه الضربة، وهل ستتعامل إدارة ترامب مع هذه المعارضة بشكلها الحالي؟ وهل انتهى شهر العسل التركي الروسي بعد زيارة مدير المخابرات الأمريكية لأنقرة؟.
وأكد السعيد أن الموقف الأمريكي في عهد ترامب لن يكون مماثلاً لموقف سلفه مع المعارضة السورية، سيما وأن ترامب وإدارته يبدوان غير معنيين بتشكيلات المعارضة السورية الحالية.
وعبر السعيد عن اعتقاده بأن الإدارة الأمريكية بصدد بلورة مشروع أمريكي جديد لسوريا، مشروع سيحدد مسار الشراكة والتعاون مع الدول الفاعلة إقليمياً وغربياً وعربياً في سوريا، وإرهاصات هذا المشروع برزت خلال تصريحات بشار الأسد التصعيدية الأخيرة تجاه المملكة الأردنية الهاشمية، علاوةً على خيبة أمل النظام السوري من تعاطي ترامب معه فيما يُسمى مكافحة الإرهاب، ومطالب بعض أطراف البيت الشيعي السياسي في العراق كمقتدى الصدر للأسد بالتنحي وتجنب مصير معمر القذافي.
كما اعتبر السعيد أن بقاء كل من “بريت ماكورك”، المبعوث الأمريكي للتحالف، على رأس عمله في عهد ترامب، ومثله “مايكل راتني” سفيراً أمريكياً إلى سوريا بمرتبة مساعد وزير خارجية.. دلالة واضحة على عدم اسعجال الإدارة الأمريكية في الشقين العسكري والسياسي، واستمرار الدعم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة السورية المشاركتين في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وأشار السعيد إلى أن الرهان الأهم يكمن في الجولة الثانية والمرتقبة من قبل كبير مستشاري ترامب “جاريش كوشنير” لعديد من دول المنطقة، وعليه فإن الإدارة الأمريكية الحالية معنية بالتعاون مع قوى سياسية سورية معارضة تمزج بين الواقعية السياسية والمطالب الشعبية، ولعل ”تيار الغد السوري” برئاسة السيد أحمد الجربا من أكثر تلك القوى المرشحة للعب دور قوي في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع امتلاك التيار رصيداً جيداً من العلاقات المتوازنة مع الأطراف السياسية السورية المعارضة بمختلف توجهاتها، إلى جانب تواصله المباشر مع كثير من الدول الحاضرة في الشأن السوري كروسيا وفرنسا ومصر والسعودية والإمارات.