أعرب وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحفي جمعه بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير في موسكو عن رضا بلاده بمستوى التنسيق والتعاون بين روسيا والسعودية في قضايا السياسة الدولية وفي أسواق الطاقة العالمية والاستثمارات.
ومن جهته، شدد الجبير على أهمية الحوار الإستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، مثمنا الدور الروسي باعتباره عنصر تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، وتطلعه إلى العمل مع روسيا والدول الأخرى لإيجاد حل سياسي للأزمتين السورية واليمنية.
هذا فيما شهد المؤتمر تباينا واضحا بين الوزيرين بخصوص الدور الإيراني في سوريا وتوصيف حزب الله اللبناني كجماعة إرهابية ومصير بشار الأسد.
ففيما جدد الجبير موقف الرياض باتهام الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بممارسة عمليات تطهير عرقي وتهجير قسري في الأراضي السورية واعتبرهما منظمتين إرهابيتين، رفض لافروف التوصيف السعودي وبرر “التطهير” باتفاقات “مصالحة” لتفادي إراقة مزيد من الدماء، معتبرا أن القوات الإيرانية وقوات حزب الله متواجدة في سوريا بدعوة “الحكومة الشرعية” في سوريا. مطالبا جميع الأطراف تقديم ما وصفها بحلول غير مثالية للمساعدة في الحفاظ على حياة آلاف المدنيين في سوريا، وضرب مثالا على ذلك ما حدث بشرق حلب.
وقال الجبير خلال المؤتمر الصحفي إن الأدلة واضحة في ما يتعلق بالتطهير العرقي الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني وذراعه فيلق القدس وحزب الله اللبناني في سوريا اللذين تصنفهما الرياض جماعتين إرهابيتين.
وجدد الوزير السعودي موقف بلاده من أنه لا مكان لهذه المليشيات التي تتدخل في سوريا والعراق واليمن والخليج وفي دول المنطقة خدمة للأجندة الإيرانية. وشدد على أن الرياض تعمل على وضع حد للتدخلات الإيرانية.
وأضاف الجبير أنه لا يعتقد بوجود دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا بعدما قتل نصف مليون شخص وشرد 12 مليون من الشعب السوري. لكنه أعرب عن أمله بتحقيق وقف جاد لإطلاق النار في سوريا من خلال مفاوضات أستانة يفتح المجال للحل السياسي على أساس مرجعية جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2254.
فيما قال لافروف إن لدى السعودية وروسيا فرصا كبيرة للتأثير على الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حلول إيجابية للأزمة السورية. واستبعد ألا يتجاوز البلدان خلافاتهما بشأن الأزمة السورية، مشيدا بما حققته مفاوضات أستانة من تحفيز لمفاوضات جنيف.
وأوضح الوزير الروسي أن موسكو لا تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني متواجد في سوريا بدعوة من الحكومة السورية، وأن إيران تساهم إلى جانب روسيا في الحل السياسي في إطار الدول الضامنة لاتفاق أستانة، كما تساهم هذه القوى في محاربة الإرهاب في سوريا.