باريس تؤكد رسميا مسؤولية نظام الأسد عن مجزرة خان شيخون

اتهمت الاستخبارات الفرنسية، عبر تقرير لها صدر اليوم الأربعاء، نظام الأسد باستخدام غاز السارين في المجزرة التي وقعت في مدينة خان شيخون مطلع الشهر الجاري، وأسفر عن مقتل مئة...
وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إثر لقائه الرئيس فرانسوا هولاند

اتهمت الاستخبارات الفرنسية، عبر تقرير لها صدر اليوم الأربعاء، نظام الأسد باستخدام غاز السارين في المجزرة التي وقعت في مدينة خان شيخون مطلع الشهر الجاري، وأسفر عن مقتل مئة مدني أكثر من نصفهم أطفال ونساء.

وقد عرض وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت التقرير متهمًا النظام السوري بشن الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي.

وقال ايرولت إثر اجتماع لمجلس الدفاع الفرنسي برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند، عرض خلاله التقرير الذي تضمن نتائج تحاليل أجهزة الاستخبارات الفرنسية: “لا شك في أنه تم استخدام غاز السارين. ولا شكوك إطلاقًا حول مسؤولية نظام الأسد بالنظر إلى طريقة تصنيع السارين المستخدم وكيفية استعماله وإلقائه على خان شيخون”.

من جهتها، أفادت الرئاسة الفرنسية في بيان لها أن التقرير يوضح أن “النظام السوري لا يزال يمتلك مواد حربية كيميائية، في انتهاك للالتزامات التي وافق عليها العام 2013 للتخلص منها وتمت بضمانات روسية”.

وأوضح ايرولت أن التقرير الذي أعد بالاستناد إلى عينات وتحاليل قامت بها الأجهزة الفرنسية يؤكد “من مصدر موثوق أن عملية تصنيع السارين مطابقة للأسلوب المعتمد في المختبرات السورية. الطريقة تحمل توقيع النظام، وهذا يتيح لنا تحديد مسؤوليته في الهجوم”.

وأوقع الهجوم أكثر من مئة قتيل، بينهم 31 طفلاً، في خان شيخون الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة، وتلته ضربات أمريكية على قاعدة جوية للقوات السورية في السابع من نيسان/أبريل.

وقال الوزير: “بمواجهة الرعب الناجم عن هذا الهجوم والانتهاكات المتكررة من جانب سوريا لالتزاماتها وقف استخدام الأسلحة، التي يحرمها المجتمع الدولية، قررت فرنسا اطلاع شركائها والرأي العام على المعلومات المتوفرة لديها”.

وتستند فرنسا التي “أثبتت” اجهزة استخباراتها خمس هجمات بغاز السارين في سوريا منذ نيسان/أبريل 2013، وفقاً لبيان مرفق بالتقرير، إلى عينات في الموقع وتحاليل من الضحايا، وفقًا لمصدر دبلوماسي فرنسي.

وأضاف المصدر أن “سلسلة اقتفاء” العينات وتحاليل مركز الدراسات “بوشيه” في منطقة باريس، المختبر المرجعي في فرنسا، “تتطابق” مع المعايير الدولية، حيث يشمل التقرير ثلاثة جوانب رئيسية من الهجوم على خان شيخون، من حيث طبيعة المنتج المستخدم، وعملية تصنيعه وطريقة انتشاره.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية خلصت في 19 نيسان/أبريل إلى أن “لا مجال للشك” في استخدام السارين في الهجوم على خان شيخون. كما توصلت فرنسا وبريطانيا وتركيا والولايات المتحدة الى الخلاصة نفسها.

وقال ايرولت إن تحديد مسؤولية النظام تمت من خلال الاستناد إلى طريقة تصنيع الغاز المستخدم ومقارنته مع عينات من هجوم في العام 2013 على مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي نسب إلى النظام. وأوضح مصدر دبلوماسي أن فرنسا أخذت قذيفة لم تنفجر بعد الهجوم وقامت بتحليل محتواها. وصرح ايرولت “بوسعنا التأكيد أن السارين المستخدم في 4 نيسان/أبريل هو نفسه المستخدم في الهجوم على سراقب في 29 نيسان 2013”.

وأكد ملخص التقرير، الذي تضمن عناصر، تم رفع السرية عنها، العثور في الحالتين على مادة هيكسامين المثبتة، وأن “أسلوب التصنيع هو نفسه الذي طوّره مركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا لصالح النظام”.

وأخيرا، يؤكد تحليل السياق العسكري الفرنسي أن قاذفة تابعة للنظام من طراز سوخوي 22 أقلعت من مطار الشعيرات لشن غارات جوية على مدينة خان شيخون صباح الرابع من نيسان. ووحده نظام بشار الأسد لديه هذه الوسائل الجوية العاملة في المنطقة بالإضافة إلى حليفه الروسي.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة