استهدفت خمس غارات إسرائيلية مستودعا ضخما للأسلحة تابع لحزب الله اللبناني في محيط الجسر السابع قرب مطار دمشق فجر اليوم الخميس، فيما توغلت عدة دبابات إسرائيلية إلى الجانب السوري من خط وقف إطلاق النار في جنوب ريف القنيطرة يوم أمس الأربعاء.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر استخباري إن المستودع المستهدف يتعامل مع كميات كبيرة من الأسلحة والإمدادات التي ترسلها إيران جوا بانتظام على متن طائرات تجارية وطائرات شحن عسكرية.
ومن جهته رجحت قناة المنار التابعة لحزب الله أن تكون الانفجارات ناتجة عن ضربة جوية إسرائيلية، مضيفة أن الضربة “خلفت خسائر مادية فقط دون أي خسائر بشرية”.
وقالت مصادر ميدانية في الغوطة الشرقية إن الهجوم سبب حريقا وبدا أن اللهب كان يتصاعد من منطقة عسكرية مغلقة بالمجمع العسكري الضخم. ورجحت مصادر أن تكون الانفجارات ناجمة عن قصف إسرائيلي بصواريخ بعيدة المدى.
هذا فيما نقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات “يسرائيل كاتس” تعقيبه على القصف الذي تعرضت له أهداف في محيط مطار دمشق فجر اليوم، بأنه ذلك يتلاءم مع السياسة الإسرائيلية المتبعة.
وأكد كاتس، من واشنطن التي يزورها حاليا، على تعهد إسرائيل بشن ضربات جوية بين الحين والآخر في سوريا ضد أهداف تابعة لحزب الله “الذين ينقلون صواريخ أو أسلحة أخرى تجاه الحدود اللبنانية”، وهو ما وصفه بـ”خط أحمر”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قصف موقعا لقوات الدفاع الوطني “الشبيحة” التابعة للنظام من لواء الجولان في ريف القنيطرة مطلع الأسبوع الجاري، وأسفر عن مقتل ثلاثة عناصر متطوعين، فيما توغلت عدة دبابات إسرائيلية إلى الجانب السوري من خط وقف إطلاق النار في جنوب ريف القنيطرة يوم أمس الأربعاء.
وقال نشطاء محليون إن الانفجارات وقعت عند الساعة الثالثة وعشرين دقيقة من فجر اليوم بتوقيت دمشق، وأضافوا أن أصوات الانفجارات سمعت في دمشق رغم أنها تبعد 45 كلم عن مركز المدينة، كما سمع في كل أرجاء مناطق بالغوطة الشرقية.
كما أشار مواطنون محليون إلى أنهم سمعوا صوت تحليق طيران في المنطقة، ما يؤكد أن يكون الاستهداف قد تم بغارات جوية على المنطقة التي تضم بعض المواقع العسكرية الحيوية التابعة للنظام والمليشيات الموالية له، وخصوصا من حزب الله الذي ينشر عناصره على جانبي الطريق المؤدي للمطار في عشرات الحواجز.
دأبت إسرائيل على شن غارات جوية وقصف مدفعي ضد أهداف في سوريا في ظل حكم بشار الأسد منذ سبعة عشر عاما، ومع اندلاع الثورة السورية في آذار/مارس 2011 كثفت إسرائيل هجماتها على المواقع السورية دون أي رد إلا على الملايين من الشعب السوري الذي يتهمه النظام بالعمالة لإسرائيل.
وخلال العام الجاري وقبل ضربة اليوم، وفي 22 شباط/فبراير الفائت، قصفت إسرائيل بالصواريخ مواقع تابعة للجيش السوري في جبال القطيفة القريبة من دمشق. كما قصفت في 13 الشهر نفسه مطار المزة بثمانية صواريخ أطلقت من منطقة بحيرة طبريا واستهدفت مستودعات صواريخ. ورجحت مصادر مخابراتية روسية أن الصواريخ أطلقتها طائرات حربية حديثة “إف 35” من داخل الأجواء الإسرائيلية.
وفي 13 كانون الثاني/يناير قصفت طائرات إسرائيلية مطار المزة العسكري مستهدفة مستودعات للأسلحة داخل المطار، وأدى القصف إلى تدمير أجزاء من المطار ونشوب حرائق داخله.