الحرب السورية قتلت وهجرت الملايين وأثرت الكوريين

ثبت بالتجربة أن أهوال الحرب السورية التي راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى وملايين المصابين والمهجرين والنازحين هي نعمة لكوريا الشمالية، حيث باع نظام الرئيس كيم جونغ أسلحة فتاكة...
الزعيم الكوري كيم جونغ اون بصحبة زوجته ري سول جو

ثبت بالتجربة أن أهوال الحرب السورية التي راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى وملايين المصابين والمهجرين والنازحين هي نعمة لكوريا الشمالية، حيث باع نظام الرئيس كيم جونغ أسلحة فتاكة وذخائر لنظام صديقه الحميم بشار الأسد بمئات الملايين من الدولارات.

ومثال ذلك مدفع رشاش يُعرَف باسم الطراز 73، وفقاً لـ”بروس بيكتول”، وهو أستاذ في جامعة ولاية سان أنجلو في تكساس. وحسب قوله: “إنه مدفع رشاش يُصنّع في كوريا الشمالية حصراً. وقد تمت رؤيته الآن، كما أملك صوراً له، ليس في سوريا وحسب وإنما في اليمن من قبل الحوثيين، بالإضافة إلى استخدامه من قبل الجيش الإيراني فضلاً عن عناصر حزب الله. لكن أول استخدام له بدأ في إيران وسوريا”.

ونُشرَت أبحاث “بيكتول” في تجارة الأسلحة غير المشروعة، بين كوريا الشمالية وسوريا، عام 2015 في المجلة الكورية لتحليل الدفاع.

ويقول بيكتول إن التجارة هذه تمتد من الأسلحة الصغيرة مثل المدافع الرشاشة وصولاً إلى القنابل الصاروخية والشاحنات والدبابات. ومن بين أهم السلع الأساسية قاذفات الصواريخ المتعددة “MRL” طراز 122mm.

لكن كوريا الشمالية لم تقدّم الدعم للنظام السوري بتزويده بالأسلحة التقليدية وحسب، وإنما أرسلت له بالإضافة إلى ذلك أسلحة دمار شامل، أي الأسلحة الكيماوية على وجه الخصوص.

ويعلّق بيكتول على ذلك، فيقول: “سأكون متفاجئاً، بل سأكون مذهولاً” إن لم تكن كوريا الشمالية هي من زوّدت نظام الأسد بغاز الأعصاب الذي استخدمه ضد شعبه يوم 4 من شهر أبريل/نيسان في بلدة خان شيخون.

ويضيف بيكتول أن كوريا الشمالية، إلى جانب تزويدها النظام السوري بغاز الأعصاب “VX” وغاز السارين، فإنها تقوم بتزويده بالمواد الكيماوية الأصلية. بالإضافة إلى أن الفنيين فيها شيدوا المنشآت التي تجمع الأسلحة الكيماوية السورية فضلاً عن منصات تسليمها للسوريين، وعلى الأخص أنظمة الصواريخ.

وتأتي المساعدات أيضاً على هيئة طواقم موظفين؛ ذلك أن الفنيين والمختصين من كوريا الشمالية يقدمون المساعدة عن طريق تدريب السوريين من الجنود على الأرض. ويقول بيكتول في ذلك: “لدينا تقارير تفيد بأن طيارين من كوريا الشمالية يحلّقون بطائرات هيلوكبتر تابعة للسلاح الجوي السوري”.

ولطالما كانت هذه التجارة مستمرة على الرغم من الحظر الدولي على انتشار أسلحة الدمار الشامل ومبيعات الأسلحة إلى سوريا. بالإضافة إلى ذلك، فكوريا الشمالية ترزخ تحت الكثير من العقوبات.

كما تُظهر تقارير نشرتها “Quartz” عدداً من شحنات الأسلحة من كوريا الشمالية تم اعتراضها في البحر، من قبل قوات البحرية التركية على سبيل المثال، لكن عدداً كبيراً من الشحنات تمكنت من العبور.

ويقول بيكتول إنه تم إرسال بعض المواد عن طريق الجو، إلا أن معظمها تم شحنه عن طريق البحر. وفي بعض الأحيان يتم إخفاء السلع بين البضائع العادية مثل الإسمنت أو حتى الأعشاب البحرية. ويضيف: “إنهم بارعون في التحايل على العقوبات الدولية”.

وتقف إيران، وهي أحد أهم داعمي الأسد الأساسيين، وراء تمويل القسم الأكبر من هذه التجارة. علاوة على ذلك، تُعَد إيران أكبر زبون لدى كوريا الشمالية في مبيعات الأسلحة.

أما بالنسبة لتعاون وصفقات بيع الأسلحة بين الطاغيتين فإنه يرجع إلى عقود من الزمن، أي إلى وقت حكمِ أبوَي الحاكمين الحاليَين لكل من سوريا وكوريا الشمالية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الإتجار غير المشروع بالأسلحة له من الأهمية القدر الكبير بالنسبة لكوريا الشمالية. إذ يقول بيكتول: “يحقق هذا النشاط غير المشروع ما يربو على 40% من الاقتصاد الحقيقي في كوريا الشمالية، ويأتي أكثر من ثلثي النسبة المذكورة من عائدات انتشار الأسلحة”.

ويقدّر “لاري نيكشن”، من دائرة أبحاث الكونغرس، أن مبيعات كوريا الشمالية غير المشروعة للأسلحة في منطقة الشرق الأوسط وحدها تبلغ قرابة 3 ملايين دولار أمريكي كل عام. وذلك لا يضم العملاء الكبار في أماكن أخرى، ومن بينها أثيوبيا وأرتيريا، اللتان خاضتا حرباً حدودية متعددة في الأعوام الأخيرة.

كريستوفر وولف – يو إس توداي
ترجمة ريما قداد – السوري الجديد

أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة