تواصلت المواجهات العنيفة والاتهامات بين فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بين الأطراف المتقاتلة بالإضافة إلى ضحايا من المدنيين، فيما استعاد الثوار في القابون نقاطا كان قد خسروها في وقت سابق خلال مواجهات عنيفة مع قوات النظام.
حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين عناصر جيش الإسلام من جانب، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جانب آخر في بلدات ومدن مديرا وبيت سوى وعربين وكفربطنا وحزة وزملكا بالغوطة الشرقية. وقد سمع دوي انفجارات في مناطق الاشتباك، وقتل وأصيب ما لا يقل عن 40 من عناصر الطرفين، بينهم 8 قتلى منهم قائد مفرزة أمنية في فيلق الرحمن والأمير الأمني في هيئة تحرير الشام بمدينة عربين، كما قتل طفل وجرح ثلاثة مدنيين في كفربطنا خلال المواجهات.
وقد بدأ الاقتتال بين كبرى فصائل الغوطة الشرقية بهجوم شنّه جيش الإسلام على مقرات هيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن في مناطق عربين وكفربطنا والأشعري ومديرا وحزة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وترافق مع استقدام جيش الإسلام لآليات ثقيلة ومدرعات ودبابات وإشراكها في عملية الهجوم.
هذا فيما وجه جيش الإسلام نداءات طالب فيها مقاتلي فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام بتسليم أنفسهم حقناً للدماء، كما طالب سكان الغوطة الشرقية ومناطق الاشتباك وما حولها بالتزام منازلهم والنزول إلى الأقبية.
وبرر جيش الإسلام هجومه بأنه يأتي رداً على قيام الفصائل بعرقلة وصول عناصره إلى جبهات القتال ضد القوات الأسد والميليشيات الإيرانية في حي القابون حيث شن يوم الأربعاء الفائت هجوماً كبيراً ضد قوات الأسد على جبهة حوش الضواهرة في منطقة المرج في الغوطة.
من جهته، رد فيلق الرحمن ببيان جاء فيه: “لقد شهدت معارك القابون لأكثر من ثلاثة أشهر قتالاً شديداً لم تنقطع فيها المؤازرات وطرق الإمداد لأي فصيل، ومع اشتداد هذه المعارك يقوم جيش الإسلام بهذا الاعتداء المنكر على مقرات فيلق الرحمن في كل من مدينة عربين وبلدتي كفربطنا وحزة”.
وتحدث الفيلق عن مقتل عصام القاضي، أحد قادته العسكريين وسقوط العديد من الجرحى، متهماً جيش الإسلام بأنه “أعد وحشد لأسابيع للاعتداء على فيلق الرحمن في بلدات الغوطة الشرقية، وحضَّر لذلك الذرائع والرواية الإعلامية التي يسوّق بها لفعلته وغدره”.
وتابع الفيلق “كل ما أشاعه جيش الإسلام عن احتجاز مؤازراته أو قطع الطرق دونها لا صحة له… إننا نناشد العقلاء في جيش الإسلام بالتوقف الفوري عن هذه التصرفات الرعناء والاعتداء الأحمق الذي لا يصب في مصلحة الغوطة الشرقية المحاصرة ولا الثورة السورية”.
وأشار “المرصد” إلى أن هذا الاقتتال المتجدد بين كبرى فصائل الغوطة الشرقية يأتي بعد “عام كامل من الاقتتال الذي جرى بين جيش الإسلام من طرف، وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط الذي كانت تشكل جبهة النصرة عماده من طرف آخر، والذي اندلع في أواخر نيسان/أبريل 2016، وقضى فيه أكثر من 500 مقاتل من الطرفين، بالإضافة إلى مئات الأسرى والجرحى في صفوفهما، كما تسبب في استشهاد نحو 10 مواطنين مدنيين بينهم 4 أطفال ومواطنات والطبيب الوحيد في الاختصاص النسائي بغوطة دمشق الشرقية”.
جاء ذلك فيما تتواصل المعارك العنيفة في حي القابون وشارع الحافظ بحي برزة شرق العاصمة دمشق، حيث تمكنت قوات النظام من التقدم والسيطرة على عدة نقاط في القابون من بينها جامع الهداية، لتنسحب من الجامع بعدما شن الثوار هجوما معاكسا، كما تمكن الثوار أيضا من قتل 10 عناصر بينهم ضابط في شارع الحافظ بعد هجوم معاكس على نقاط قوات النظام.
كما تعرضت أحياء القابون وتشرين وبرزة لغارات جوية وقصف بأكثر من 30 صاروخ أرض أرض من طراز فيل وعشرات القذائف والصواريخ والخراطيم المتفجرة بينما قام قناصو النظام باستهداف المدنيين في الأحياء المذكورة بشكل مباشر ما أدى لجرح عدد من منهم بإصابات بليغة.
وفي الغوطة الشرقية أيضا، تعرضت مدينة دوما لقصف مدفعي من قبل قوات النظام دون سقوط إصابات، فيما شهدت جبهات مغر المير والزيات وضهر الأسود بالريف الغربي اشتباكات بين الثوار وقوات النظام وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف من قبل قوات النظام وتمكن الثوار خلالها من عطب آلية تركس بعد استهدافها بقذيفة آر بي جي.