أكد السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أن بلاده لن تسمح لروسيا باستعمال الفيتو من أجل عرقلة كل مساعي محاسبة المتورطين في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
جاء ذلك خلال تعليق السفير البريطاني على تقرير أعدته منظمة هيومن رايتس ووتش ويثبت أن نظام بشار الأسد استخدم غاز الأعصاب مرارا في سوريا. حيث قال “هناك الكثير مما يمكن القيام به ويجب القيام به من أجل محاسبة أي شخص وكل من له دور في هذه الاستخدامات للأسلحة الكيميائية”.
وأضاف رايكروفت “حتى آلية التحقيق المشتركة التي لديها مستوى عال جدا من الإثبات وجدت أن هناك استخداما ممنهجا، إذ سجلت ثلاثة استخدامات للأسلحة الكيميائية من النظام السوري، وكان ذلك قبل الهجوم الشائن في خان شيخون الذي من شبه المؤكد أن الذي شنه هو النظام”.
وتابع “يجب أن تكون هناك مساءلة كاملة، ولن نسمح لروسيا بمواصلة استخدام الفيتو، وسنجد طريقة للاستمرار في هذه القضية وإيجاد السبل الكفيلة بمحاسبة جميع المعنيين”.
وكشفت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها أن نظام الأسد استخدم غاز الأعصاب على نطاق واسع وبطريقة ممنهجة في سوريا. وقالت المنظمة إن قوات النظام استخدمت غاز الأعصاب أربع مرات في الفترة ما بين كانون الأول/ديسمبر 2016 ونيسان/أبريل 2017.
وأضافت المنظمة أن استخدام الذخائر المملوءة بالكلور من المروحيات أو الأرض أصبح أكثر منهجية. كما أشارت إلى أن الاستخدام المتكرر للمواد الكيميائية يدحض مزاعم المسؤولين السوريين والروس بأن هجوم خان شيخون كان سببه قنبلة تقليدية ألقيت على مستودع مواد كيميائية.
جاء ذلك فيما أشارت صحيفة “غارديان” البريطانية إلى تلميح وزير الخارجية “بوريس جونسون” بإمكانية مشاركة بلاده للولايات المتحدة الأمريكية في أي عمل عسكري ضد سوريا دون موافقة البرلمان البريطاني، الأمر الذي أثار احتجاجا من السياسيين البريطانيين على مختلف أطيافهم.
وقال جونسون إنه تفاهم مع رئيس الوزراء تيريزا ماي على أنه في حالة حدوث هجوم كيميائي آخر من قبل نظام الأسد على شعبه فسيصعب على بريطانيا رفض أي طلب من الولايات المتحدة لمشاركتها في أي ضربات جوية ضد النظام.
وأردفت الصحيفة أن ماي رفضت دعم جونسون ثلاث مرات عندما ضغط عليها الصحفيون أثناء تجمع في ليدز، مساء يوم الخميس الفائت، وقالت “هذه قضية افتراضية لعدم وجود ضربات مقترحة على الطاولة ضد سوريا”. وأضافت “ما هو مهم في سوريا هو ضمان أننا نعمل من أجل استقرارها في المستقبل والانتقال السياسي من حكم الأسد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا حاليا تنفذ ضربات جوية في سوريا والعراق ضد تنظيم داعش لكنها لم تتخذ أي إجراء عسكري ضد نظام الأسد بعد أن نفذ هجمات كيميائية. وأضافت أن النواب أيدوا إجراء ضد التنظيم في تصويت بمجلس العموم في كانون الأول/ديسمبر 2015 لكنهم رفضوا الضربات ضد نظام الأسد في عام 2013.
وختمت الصحيفة بأن كلمات جونسون ربما لن تؤدي إلى شيء سوى بعض العناوين الرئيسية، لكن اللعب في مكان خطير مثل الشرق الأوسط يمكن أن يكون عملا محفوفا بالمخاطر.