لطالما حذر تيار الغد السوري من مخططات التغيير الديموغرافي والتهجير القسري التي ينفذها نظام الأسد وحلفاؤه في مناطق عدة في سوريا تحت ضغط القصف الشديد والحصار المميت لخلق أحزمة خالية من السكان ومن المعارضة في مناطق سيطرته الرئيسية في دمشق وحمص، كما أكد التيار مرارا على أنه ليس من حق أي فصيل عسكري أو سياسي أن يشارك النظام في هذه الجريمة المنكرة ويعطيه الذريعة لتمرير مخططاته الطائفية البغيضة.
حيث يسعى النظام وحليفه الإيراني لتنفيذ مخطط مشبوه داخل سوريا يهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي طائفي كانت آخر حلقاته ما تم مؤخرا من اتفاق المدن الأربعة وسبقه اتفاق حي الوعر، وغيرها من الاتفاقات التي تمت في سوريا وأسفرت عن اقتلاع آلاف السوريين من مدنهم وقراهم وإرغامهم على النزوح إلى مناطق أخرى، وبعض هذه الاتفاقات تمت بإشراف ومشاركة روسية مباشرة.
يقول منذر آقبيق، الناطق الرسمي باسم تيار الغد السوري، إن أهداف إيران من التغيير الديمغرافي في سوريا هي فرض مزيد من النفوذ والسيطرة، حيث يسعى الإيرانيون لاقتلاع السكان الذين يعارضون حكم الأسد وفرض السيطرة الإيرانية على مدنهم وبيوتهم وأراضيهم من أجل السيطرة الكاملة على تلك المناطق بدون أي تحد من السكان المحليين.
واعتبر آقبيق ذلك دليلا وإثباتا على أن الثورة السورية هي انتفاضة شعبية في وجه الاستبداد، الأمر الذي عبثا يحاول أن ينفيه الأسد في تصريحاته. وأشار آقبيق، خلال تصريح له لصحيفة العرب اللندنية، إلى أنه من الواضح أن شريط المناطق في غرب سوريا من دمشق وضواحيها جنوبا إلى حمص، بما فيها القلمون الغربي هي المناطق الأكثر استهدافا بتهجير السكان، مما يدل على أن هذا المناطق هي التي تهتم بها إيران من أجل طموحها في النفوذ الامبراطوري الذي تسعى إليه في سوريا.
وأكد آقبيق على أن تيار الغد يدين بأشد العبارات هذا العمل الذي يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف، كما أكد على عمل التيار الآن ولاحقا من أجل ضمان عودة كافة السكان المهجرين إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم وهذا حق طبيعي لهم وضرورة قصوى من أجل تحقيق السلم الأهلي والتسوية السياسية المنشودة.
كما نوه آقبيق بأنه لا يبدو أن روسيا تعارض هذه الأفعال ولم يدل المسؤولون الروس بأي تصريحات تدل على عدم رضاهم عن عمليات التهجير، وقال آقبيق “نحن ندعو روسيا إلى إبداء موقف واضح ورافض لهذه الممارسات التي يقوم بها النظام وإيران، وهذا يجب أن يكون جزء من الدور الذي تسعى روسيا لممارسته وهو ضمان وقف إطلاق النار ورعاية العملية السياسية في جنيف.
وأضاف آقبيق أن مشروع التغيير الديمغرافي يجب أن لا ينجح ولن ينجح، وكافة السوريين عليهم معارضته بقوة وحزم، والعمل من أجل إفشاله بكافة الوسائل.
أما بالنسبة لواشنطن وموقفها مما يجري في سوريا بهذا الخصوص، قال آقبيق إنه من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تعمل في ظل الإدارة الجديدة على تقليم أظافر إيران في سوريا والمنطقة العربية بشكل عام، وهذا سيكون في صالح الشعب السوري ومن شأنه إفشال المشاريع الإيرانية الخبيثة في حال اقترنت الأقوال بالأفعال. مؤكدا على أن خروج إيران بحرسها الثوري وميليشياتها الطائفية من سوريا شرط أساسي لأي حل في سوريا يهدف إلى استعادة البلاد كوطن للسوريين.