كشف أحمد عوض، أمين سر تيار الغد السوري وعضو مكتبه السياسي، أن الملتقى التشاوري للقوى الوطنية الديمقراطية السورية الذي انعقد مؤخرا في القاهرة، نجح في الدفع باتجاه مؤتمر وطني عام وباتجاه تجميع القوى الوطنية الديمقراطية، مؤكدا على أنه لا بد للحوار بين السوريين ألا ينقطع وأن تيار الغد يمتلك أجندة واضحة وخطة ورؤية سياسية متكاملة على جميع الصعد.
ولفت عوض خلال تصريح لصحيفة “إيلاف” إلى أنه لا بد من العمل على مقاربات جديدة وتوضيح معادلة الموالاة والمعارضة، وحل إشكالية الصراع العربي الكردي، وكيفية فك التشابك أو التداخل بين الإسلام والعلمانية، وهذه المحاور الثلاثة تشكل أعمدة لركائز الحل الوطني المنشود في سوريا.
وأضاف أمين سر تيار الغد السوري: “نحن في تيار الغد نشجع على وجود تيارات إسلامية ذات بعد علماني بعد فشل مشروع الإسلام السياسي في سوريا”، مؤكدًا أن “الإسلاميين بدأوا بمراجعة متكاملة نحو دور الأيديولوجية في الدولة ورفضها والقول بدولة محايدة لأن هذه هي طبيعة الدولة عبر التاريخ ونحن مع ظهور قوى إسلامية تؤمن بالدولة المحايدة دون أيديولوجية”.
وأشار عوض إلى أن هناك مشتركات عديدة بين القوى التي وقعت على البيان الختامي للملتقى التشاوري الذي انعقد في القاهرة، مضيفا أن كل من يقبل الالتزام بالمشروع الوطني الديمقراطي هو شريك حقيقي وعنصر فاعل في هذا التحالف.
ولفت إلى أن التحالف المنشود الذي يرمي إليه التيار “هو تحالف موجود أصلاً على أرض الواقع بين القوى الديمقراطية”، وشدد أنه على السوريين ألا ينتظروا ما ستسفر عنه مباحثات الدول الكبرى وتوافقاتها، ويجب رفض إخراج الشعب السوري من دائرة القرار.
وحول الملتقى وما تم بحثه خلال الأيام الثلاثة لانعقاده، قال عوض إنه تم طرح أفكار جديدة ومباحثات معمقة ومراجعات نقدية حول “أين نجحت وأين أخفقت الثورة السورية، والمشكلات التي أبرزتها الثورة ابتداء من أزمة النظام مرورا بأزمة المعارضة وتشظي الكيانات والعسكرة وأسبابها والقوى المنتجة لها، ودور النظام في استجلاب التدخل الخارجي، إضافة إلى الدستور والعقد الاجتماعي الجديد، وأسس وصناعة وإنتاج هوية وطنية سورية ودور المكونات وضرورة محاربة الإرهاب.. والكثير من المحاور التي تقلق السوريين اليوم، ويجب على النخب صناعة المبادرات والعمل على تحقيقها”.
ورأى عوض أن المحاور التي طرحت في الملتقى قدمت مراجعة منطقية لعمل المعارضة ومبادرات للحل المتكامل وانطلقت من الماضي القريب حول المستقبل. وأوضح أن أسس الحل تحتاج إلى اجتماع كل القوى وصناعة رأي عام داخل وخارج سوريا من أجل إجبار القوى على الحل.
وقال إن الاعتماد على الدول الكبرى لتقديم الحل أوصل الوضع في بعض الدول التي شهدت ثورات وحروب وصراعات إلى ما هو عليه وضعها الآن، مؤكدا على أن إنشاء الجسم السياسي للقوى الوطنية الديمقراطية ولتفعيله هو دور مطلوب للتنسيق والتشبيك نحو حل سريع وعادل.
وحول ما يجري حاليا من مؤتمرات تجمع بعض فصائل المعارضة السورية العسكرية، اعتبر عوض أن العسكر غير قادرين على صناعة أي حل، مؤكدا أن الحل الحقيقي تصنعه القوى الديمقراطية وتطبقه وتنفذه.