توصلت فصائل المعارضة في حي برزة الدمشقي لاتفاق مع النظام برعاية روسية للخروج من الحي، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين ثوار القابون وقوات النظام إثر محاولات تقدم جديدة للنظام حيث تمكن الثوار من تدمير دبابة وعطب جرافتين وكاسحة ألغام وقتلوا وجرحوا العديد من عناصر النظام والميليشيات الشيعية.
وأعلنت مصادر مدنية ميدانية في حي برزة التوصل لاتفاق برعاية طرف روسي، لخروج الثوار وعائلاتهم من الحي نحو الشمال السوري، ضمن سلسلة اتفاقيات تفريغ مناطق المعارضة حول دمشق عبر الحصار لإرغام المدنيين والمقاتلين على قبول اتفاقيات التهجير.
وتوقعت المصادر أن يبدأ اليوم الاثنين تنفيذ أولى مراحل الاتفاق الذي يقضي بخروج مقاتلي الثوار وعائلاتهم من حي بزرة على عدة دفعات، تتضمن الدفعة الأولى 1500 شخص من المتوقع خروجهم خلال اليومين القادمين إلى محافظة إدلب.
ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤول مكتب التواصل في المجلس المحلي لبرزة أن نحو ألف مقاتل تعود أصولهم إلى محافظة إدلب سيتوجهون نحو محافظتهم، بينما سينقل المقاتلون من أصول كردية وغيرهم إلى مدينة جرابلس بريف حلب، وأضاف أن غالبية شبان الحي فضلوا التوجه إلى الغوطة الشرقية. وأوضح المسؤول أن الاتفاق جاء بعد حملة عسكرية على الحي استمرت لنحو شهرين وتفاقم الأزمة الغذائية والطبية.
وبالتزامن مع اتفاق برزة بدأ نحو 150 عنصرا من هيئة تحرير الشام في مخيم اليرموك تحضير أنفسهم للخروج اليوم من المخيم مع عائلاتهم نحو إدلب، ضمن اتفاق “المدن الأربع”، حيث أكدت الهيئة أنها ستخلي نحو 40% من المخيم لصالح النظام والفصائل الفلسطينية مساندة له.
هذا فيما تأجل خروج الحالات الطبية الحرجة من المخيم، والذي كان من المفترض أن يتم أمس، إلى وقت آخر لم يحدد بعد بسبب تأخير تسليم جرحى بلدتي كفريا والفوعة لهيئة تحرير الشام لإخراجهم.
ويسيطر مقاتلو هيئة تحرير الشام على مواقع داخل مخيم اليرموك، في حين يسيطر تنظيم داعش على باقي مناطق المخيم إضافة لحي الحجر الأسود ومناطق أخرى من الأحياء الجنوبية لدمشق.
تأتي هذه التطورات الديموغرافية المرفوضة من المعارضة فيما تدور اشتباكات بين الثوار وقوات النظام على جبهات الأحياء الشرقية في دمشق وخصوصا على جبهات حي القابون على إثر محاولات تقدم جديدة لقوات النظام جرت يوم أمس الأحد، ولكن الثوار تمكنوا من تدمير دبابة وعطب جرافتين وكاسحة ألغام روسية وإسقاط طائرة استطلاع وقتلوا وجرحوا العديد من عناصر النظام والميليشيات الشيعية.
وفي ريف دمشق الغربي قامت مروحيات النظام بإلقاء براميل متفجرة على بلدة بيت جن، ما أدى لسقوط شهيد وعدد من الجرحى في حين قام الثوار باستهداف معاقل قوات النظام في بلدة دير ماكر بقذائف المدفعية الثقيلة. كما قامت قوات النظام باستهداف مدينة حرستا بالغوطة الشرقية بالرشاشات الثقيلة في خرق لاتفاق التهدئة. أما في القلمون الشرقي فقد دارت اشتباكات بين الثوار وقوات النظام في محيط منطقة السبع بيار لم تعرف نتائجها من الضحايا والإصابات.