أكد وزيرا الخارجية السعودي عادل الجبير والأمريكي ريكس تيلرسون أن المملكة والولايات المتحدة الأمريكية أبرما اتفاقات استراتيجية من شأنها تغيير وجه المنطقة لتصبح أكثر سلمية عبر لجم إيران وأذرعها الطائفية والإرهابية في البلاد العربية والتصدي الحاسم للإرهاب ممثلا بتنظيمي القاعدة وداعش.
وقال تيلرسون، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره عادل الجبير في العاصمة السعودية الرياض على هامش القمة التي استضاف خلالها الملك سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “ندعم الجهود المشتركة على نحو يؤدي إلى مواجهة تهديدات إيران في اليمن وسوريا وغيرهما، وسنوقف أي دعم للإرهابيين من قبل إيران في منطقة الشرق الأوسط كما سنعمل على تجفيف منابع الإرهاب”.
وطالب تيلرسون الرئيس الإيراني “حسن روحاني” الذي أعيد انتخابه اليوم بتفكيك التنظيمات الإرهابية التي يدعمها في إشارة إلى حزب الله اللبناني وتنظيم القاعدة الذي تؤوي إيران زعيمه “أيمن الظواهري” وأن ينهي تجارب الصواريخ الباليستية التي تهدد دول المنطقة، مؤكدا أن زيارة ترامب اليوم إلى الرياض تمهد لرسم شرق أوسط سلمي.
كما أشار تيلرسون إلى أن حزمة المعدات الدفاعية التي تم الاتفاق اليوم على تسليمها فورا للمكلة العربية السعودية والمقدرة بأكثر من 110 مليارات دولار سوف تدعم الأمن في السعودية ودول الخليج في ظل التهديدات الإيرانية والإرهابية وقال إن أمريكا تنسق الجهود لمواجهة طموحات إيران التوسعية في اليمن وسوريا.
من جهته قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن إيران خلقت أكبر منظمة إرهابية في العالم وهي حزب الله اللبناني، وأنها تدعم الإرهاب في العراق وسوريا واليمن ولبنان ووفرت الكثير من الدعم للقاعدة وطالبان، مضيفا “إننا نحكم على إيران من خلال أعمالها وليس من أقوالها، متهما النظام الإيراني برعاية الإرهاب حول العالم، ودعا إيران إلى التصرف وفقا للقانون الدولي وقيم المنظومة الدولية، موضحا أن السعودية تريد إيران دولة سلمية.
وقبيل المؤتمر الذي جمع الوزيرين كان الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقعا عددا من اتفاقيات تعاون غير مسبوقة في تاريخ البلدين، وأعلن البيت الأبيض أن اتفاقات التعاون العسكري وحدها بلغت 460 مليار دولار، فيما قال وزير التجارة السعودي “ماجد القصبي” إن بلاده منحت تراخيص للاستثمار بالسعودية لـ23 من كبرى الشركات الأمريكية.
وقالت مصادر إعلامية إن الرياض وواشنطن وقعتا اتفاقيات دفاعية بقيمة 460 مليار دولار، منها 110 مليارات دولار قيمة صفقات عسكرية سابقة، وستسلم بموجبها واشنطن أسلحة على الفور للجانب السعودي، بالإضافة إلى صفقات تعاون دفاعي بقيمة 350 مليار دولار على مدى عشر سنوات.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصل الرياض صباح اليوم في أول زيارة خارجية له منذ تنصيبه رئيسا مطلع العام الجاري، حيث جرت مراسم استقبال رسمية له والوفد المرافق في قصر اليمامة، تبعها لقاء قلّد خلاله الملك سلمان الرئيسَ الأمريكي وسام الملك عبدالعزيز، وهو أرفع وسام في المملكة، كما أقام الملك استقبالا رسميا لترامب في الديوان الملكي.
وعلى هامش القمة السعودية الأمريكية عقد اليوم أيضا المنتدى الاقتصادي الأمريكي السعودي للرؤساء التنفيذيين، بحضور أكبر تسعين شركة أمريكية وسعودية، وشهد المنتدى تأسيس شركة “ريثيون العربية” بشراكة بين مؤسسة الصناعات العسكرية السعودية، وريثيون الأمريكية لتطوير أنظمة الدفاع الجوي والأسلحة الذكية.
كما أبرمت شركة جنرال إلكتريك الأمريكية صفقات مع السعودية بقيمة 15 مليار دولار، فضلا عن اتفاقية لشركة أرامكو السعودية النفطية بقيمة خمسين مليار دولار. فيما اشار وزير التجارة والاستثمار السعودي “ماجد القصبي” إن بلاده منحت تراخيص استثمار لـ23 من كبرى الشركات الأمريكية، ومنها شركة جنرال إلكتريك وسيتي غروب وإتش بي.