يبدو البناء على اجتماع القاهرة الأخير في جمع تيارات وطنية ديمقراطية ضرورياً بل أكثر من ضروري. الاجتماع الذي نظمه ورعاه تيار الغد السوري للقوى الوطنية في القاهرة في ٣-٤-٥ ايار ٢٠١٧، نجح نجاحاً كبيراً في وضع أساس ضروري يعالج ما تفكك من المعارضة، لذلك فالعمل على جمع أحزاب ومستقلين وتيارات وتنظيم اللجان هو حدث سيشكل عملا فارقا ومهما في هذه المرحلة ودعم لجنة متابعة لتفعيل العمل لبناء قطب ديمقراطي ذا رؤية سياسية موحدة يجمع بين معارضين من جميع الأطياف والأهم معارضي الداخل، أمراً أقل ما يقال عنه أنه حتمي.
لا يبدو أن هناك أفقاً لجنيف في ظل كل هذه الخلافات التي مازالت تتجدد في كل اجتماع حتى على مستوى الموافقة على لجنة الخبراء الخاصة بالدستور السوري في ظل وجود أكثر من فريق عليه أن يقرر، فبعد ما وافقت منصة القاهرة ومنصة موسكو والنظام مجبراً وقفت الهيئة العليا دون قرار أي الهيئة العليا للمفاوضات والوفد المفاوض والجيش الحر والائتلاف الوطني، أي حوالي مئة شخص في جنيف الأخيرة، لم ينجحوا في الوصول إلى قرار، كما أن المنصات في جنيف بقيت دون توحد ولا خط واحد واضح مما يعرقل أي حل سياسي ويثبت عقم المرحلة وجمودها.
وأما أستانة فلا جديد فيه رغم محاولات تفعيل منتجاته ومفرزاته لتبقى المعارضة الوطنية أمام مرحلة واجبة من لملمة الذات والوقوف من جديد.
إختيار الطريق الصحيح يبدو أولاً من التجمع والتوحد الحقيقي لأن السوريين ملوا الاجتماعات والبيانات وأصبحوا يريدون فعل حقيقي على الأرض، وهو ما يمكن أن تفعله هذه القوى إذا انطلقت من كونها تمثل السوريين في فكرها وتنجح في فرض نفسها بديلاً لنظام لم يعد موجوداً فيه غير إسمه.