تصفعنا الأنباء كل یوم بمجزرة تلو الأخرى، وفي غمرة الأحزان بالأحداث الدامیة في وطننا السوري، یضرب الإرهاب الأسود بحقده مدنا وعواصم، وهو إذ یختار مراراً مواطني مصر العربیة، توأم سوریا وشقیقة الروح والمصیر، فإنما لیؤكد على حقیقةَ المشرفین على إدارة هذا الحقد من جهة ومن جهة أخرى على قرب نهایتهم، فالانتحار وقتل الأبریاء هو أكبر علامات نهایة من یشرف على هذا المشروع المتستر باسم دیننا الإسلامي الحنیف زوراً وبهتاناً.
توقیت الحادث الإرهابي في محافظة المنیا والذي استهدف مواطنین مصریین أبریاء، یشیر بین ما یشیر إلیه إلى هلع المشرفین على إدارة الإرهاب في منطقتنا من نجاح القمة العربیة الإسلامیة الأمریكیة، القمة التي دشنت عدة نقاط في غایة الأهمیة والتي شارك في التأسیس لها
أهم أربع دول محوریة في المنطقة والعالم، المملكة العربیة السعودیة بحكمة قیادتها المتواصلة منذ الملك المؤسس باستشعار المخاطر التي تهدد المنطقة والعالم وأولها خطر الإرهاب المتمثل في الحركات المتطرفة بدءا من داعش ومرورا بالقاعدة ووصولا إلى الحرس الثوري الإیراني وملحقاته من میلیشیات طائفیة لا خلاف بینها وبین داعش سوى لون الرایات، وجمهوریة مصر العربیة التي نجت بفضل الله تعالى و جیشها وقیادتها من الوقوع تحت براثن الإرهاب المتستر باسم الدین وتجرّع مصیر بلادنا المكتویة بنیران الحرب، بل و ها هي مصر تأخذ زمام المبادرة و تستعید دورها الإقلیمي المعهود، والإمارات العربیة المتحدة التي أدركت قیادتها منذ وقت مبكّر الإرهاب ولا إنسانیته الموغلة وواجهته بكل السبل بلا كلل أو ملل ووقفت بجانب كل القوى التي واجهت هذا الإرهاب، والولایات المتحدة الأمریكیة بإدارتها الجدیدة التي وجدت نفسها في خانة دفع ضرائب تردد الإدارة السابقة في مكافحة الإرهاب، فقررت استعادة دورها بكل السبل وإزالة كل الكوابح المانعة في ذلك وفي مقدمتها مخاطر الإرهاب العابر للحدود والهویات.
20 مایو أیار، على نعش الإرهاب الدیني / نعم لقد وقّع السادة المجتمعون في الریاض 21 والتمدد الصفوي الخطیر المغذي لهذا الإرهاب، فجُنّ جنون المشرفین على إدارة الحلف الإرهابي الموزع على الجبهات، فكان حادث مدینة مانشستر الدموي، وتبعه حادث محافظة المنیا، آملین أن یكون الأخیر خاتمة أحزاننا، ولأن أوراقهم مكشوفة للقاصي والداني فإن الدول المعنیة في حلف الإرهاب، تحاول الهروب إلى الأمام باتهام الدول الآنفة الذكر بدعاوي لیس السخف إلا أخف صفاتها، وفي النهایة لن یكون للإرهاب المتعدد الأشكال والمصادر إلا نهایة وخیمة وتقول دروس التاریخ إن مصیر القاتل هو القصاص، فماذا لو شارك القتلة و أشرف علیهم من نعدهم من عائلتنا العربیة أو الإسلامیة؟! ستكون لعنة الآن والمستقبل مصیرهم، إنها أحادیث القدر.
القمة العربیة الإسلامیة الأمریكیة تقف الیوم على قدم راسخة ولن یهزها طعن المشككون وخیبة الخاسئون، ویعلم كل مطلّع على تاریخ المنطقة إن اتفاق هذه القوى كفیل بتغییر وجه التاریخ وإزالة كل الموبقات، وإذ نعزي ضحایا الإرهاب الدموي في مصر العزیزة وفي كل مكان على هذه الأرض، نؤكد إننا كنا وما نزال سوریون ومصریون وشعوبا عربیة وإسلامیة، لم ولن نكون شهود زور على حقبة یصنعها حقد أسود مشبوه ویساهم في تعزیزه بعض المغررین أو الطامعین بسلطات أكبر من قاماتهم، ولن نكتفي بالإدانة والمشاركة بواجب العزاء وإنما كنا وسنبقى جنود في معركة الإنسان ضد قوى الشرّ وإننا على ثقة إننا لمنتصرون وإنهم لمهزومون، الیوم وغدا، وإن المستقبل لمن یقول نعم للحیاة ولا غد لمن یحمل الحقد ویسفك دماء الأبریاء.
إسلامنا بريء منهم وإنسانیتنا بریئة منهم.
المكتب السياسي لتيار الغد السوري