ماكرون يعرض رؤية فرنسية قوية لسوريا خلال لقائه ببوتين

وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقاءه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه صريح إلى أبعد الحدود تناول كافة ملفات الاتفاق والخلاف بين البلدين وخصوصا في الملف السوري. وكانت محادثات...
المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و الروسي فلاديمير بوتين في فرساي أيار 2017

وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقاءه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه صريح إلى أبعد الحدود تناول كافة ملفات الاتفاق والخلاف بين البلدين وخصوصا في الملف السوري.

وكانت محادثات الرئيسين قد انتهت في قصر فرساي في فرنسا، اليوم الاثنين، بمؤتمر صحفي مشترك، تحدث خلاله الرئيسان عن الملفات الدولية والخاصة بالعلاقات الثنائية التي تم تداولها خلال هذا اللقاء.

وأوضح ماكرون أن المحادثات شملت ملفات مكافحة الإرهاب، أوكرانيا، سوريا والشيشان بالإضافة إلى العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بدء من الثقافية وحتى الاقتصادية.

وأكد ماكرون أنه طرح كافة المسائل الخلافية مع بوتين، وخصوصا ما يتعلق منها بالتصرفات الروسية أثناء الحملة الرئاسية الفرنسية، في إشارة إلى قضية قراصنة المعلوماتية الروس الذين اخترقوا شبكات المرشح ماكرون، ومرورا بطريقة عمل بعض أجهزة الإعلام الروسية مثل “سبوتنيك” و”روسيا اليوم” في تغطية الحملة الرئاسية.

من جهته، أنكر الرئيس الروسي الاتهامات الخاصة بالهجوم المعلوماتي انطلاقا من غياب أي أدلة مادية على تورط للسلطات أو لمواطنين روس في هذه العملية.

وفيما يتعلق بالملفات الدولية، وإن أكد الرئيس الفرنسي أن “أي استخدام للأسلحة الكيميائية” في سوريا “سيستدعي ردا فوريا” من باريس، إلا أنه قدم المقابل عندما أشار إلى إمكانية الحديث مع أطراف تنتمي إلى نظام الأسد. فيما لم يهتم الرئيس بوتين بالرد بصورة قوية على هذه القضية، مما يشير إلى أن موسكو لا تعتزم في الوقت الراهن تقديم تنازلات كبيرة حول هذا الملف.

وقال الرئيس بوتين: موقفنا معروف جيداً بالنسبة للأزمة في سوريا. علينا أن نؤمن أنه من المستحيل التعامل مع التهديد الإرهابي من خلال تدمير مؤسسات الدولة في البلدان التي تعاني من مشاكل داخلية وتناقضات متعددة، وأنا على ثقة من أننا نملك رؤية موحدة لتوحيد القوى والجهود في مكافحة الإرهاب لنصل جميعاً إلى نتائج إيجابية، ولكن لا نعلم مدى استقلالية فرنسا بما يخص حل المسألة الميدانية في سوريا وقدرتها على اتخاذ القرارت الصحيحة والمستقلة.

وفي الملف الأوكراني، أكد الرئيس الفرنسي على ضرورة التهدئة في هذا الملف متمسكا باتفاقية مينسك، وأعلن عن جولة جديدة من المحادثات على شاكلة محادثات النورماندي، أي محادثات رباعية تضم فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا، خلال الأسابيع المقبلة. بينما أكد الرئيس الروسي على ضرورة إلغاء نظام العقوبات الذي لن يؤدي إلى تطور هذه الأزمة نحو الحل.

الطرفان أكدا على اتفاقهما الكامل فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب سواء في المنطقة العربية أو على المستوى العالمي.

وبدا واضحا أن المحادثات كانت صريحة إلى أبعد الحدود، كما وعد ماكرون بذلك قبيل اللقاء، وأنها تعرضت لكافة نقاط الخلاف الكبيرة، ولكنها كانت إيجابية، في الوقت ذاته، لأنها أدت إلى طرح الأزمات بين باريس وموسكو على الطاولة بشكل مباشر، والذي يبدو من حديث الرئيسين أن لقاء فرساي كان خطوة أولى نحو تطور إيجابي في المستقبل المنظور.

أقسام
أخبار

أخبار متعلقة