7 يونيو، 2017 1553 مشاهدات
بات الحل السياسي أكثر صعوبة مع خلافات الهيئة العليا للمفاوضات وتأخذ قضية الخلافات بين الفصائل المعارضة والهيئة العليا التفاوضية الحيز الأكبر من الاجتماعات التي ستجمع وفد جنيف والهيئة اليوم في العاصمة السعودية الرياض، وذلك بعدما كانت الهيئة قد بدأت اجتماعاتها يوم الاثنين لبحث الاستعدادات لجولات المفاوضات المقبلة، إضافة إلى تشكيل لجنة من الاستشاريين لمناقشة أي طروحات متعلقة بالدستور والحل السياسي.
وفي حين ترفع الفصائل مطالبها إلى حد طرحها تغيير أعضاء الوفد، بحسب جريدة الشرق الأوسط، وبشكل خاص كبير المفاوضين محمد صبرا، يرى أعضاء سياسيون في الهيئة أن إجراء هذه التعديلات ليس وارداً، ولن يكون في صالح المعارضة في هذه المرحلة بالتحديد.
ويقول مصدر في الفصائل أحد أعضاء وفد جنيف، “ستبحث الفصائل في الرياض أسباب تعليق مشاركتها في الجولة الأخيرة من المفاوضات، وبالتالي ضرورة الوصول إلى حلول في هذا الإطار، تسهيلاً لمهمة الوفد، ومنعاً لتكرار ما حصل في الجولة الأخيرة.
كانت الفصائل قد ربطت سبب تعليق مشاركتها في الجولة السادسة من جنيف بـعدم وضوح المرجعية بالمفاوضات، والتخبط في اتخاذ القرارات، وغياب استراتيجية تفاوضية واضحة، فضلاً عن اعتبارها أن العلاقة بين الهيئة العليا للمفاوضات والوفد المفاوض لا تصب في مصلحة الثورة.
وتشير المصادر إلى امتعاض الفصائل من أداء صبرا الذي يحاول التفرّد بالقرارات، بالإضافة إلى مواقفه المنتقدة للمعارضة السياسية والعسكرية المشاركة في مؤتمر أستانة، مضيفة: لا بد من اتخاذ الإجراءات المناسبة في هذا الإطار، وإجراء التعديلات على الوفد، واستبدال كبير المفاوضين بشخصية أخرى.
وتؤكد المصادر أيضاً على أهمية حل المشكلة المتمثلة بانفراد الهيئة بالقرار، وتحول الوفد إلى ساعي بريد لها، خصوصاً أن ممثلي الفصائل ليسوا أعضاء في الوفد، باستثناء محمد علوش، القيادي في جيش الإسلام، ولا يتم التنسيق معهم بشكل دوري. من هنا، ترى أن الحل يكون عبر توحيد القرار والمرجعية، من خلال ضم أعضاء الوفد إلى الهيئة، وتنفيذ آلية اتخاذ القرارات التي تم وضعها في مؤتمر الرياض، ولم يتم الالتزام بها.
من جهته، يشير فؤاد عليكو، عضو الائتلاف الوطني السوري ووفد جنيف، إلى المشكلة نفسها المتمثلة بتفرد الهيئة بالقرارات، يستبعد في الوقت عينه إمكانية تغيير الوفد المفاوض، ويضيف: جاهزون للذهاب إلى المملكة العربية السعودية، وننتظر بين لحظة وأخرى إبلاغنا للذهاب، حيث من المتوقع أن ننضم اليوم إلى اجتماعات الهيئة.
ويقول عليكو “مما لا شك فيه أن الإشكالية التي ظهرت بين الوفد والهيئة في جولة المفاوضات الأخيرة ستكون الحاضر الأهم، وستأخذ الحيز الأبرز من النقاش على طاولة اجتماعات الرياض، لكني لا أعتقد أن الأمر سيصل إلى تغيير أعضاء الوفد، موضحاً: الإشكالية الأساس بين الهيئة والوفد هي أن أعضاء الأخير شعروا بأنهم تحولوا إلى مراسلين ينقلون قرارات الهيئة. لذا، فإن حل هذا الموضوع يكون عبر مشاركة الطرفين في أي قرار يتّخذ، وتكثيف اللقاءات، والتنسيق بينهما.
من جهته، لا ينفي المستشار القانوني للهيئة عضو الائتلاف هشام مروة أن هناك امتعاضاً من قبل أعضاء في الوفد من أداء الهيئة، مؤكداً أن هناك جهوداً لحل الخلافات، من دون أن يؤدي الأمر إلى تغيير الوفد. ويقول “على مستوى التوازنات، لا يمكن إجراء أي تعديل على الوفد في هذه المرحلة بالتحديد، لا من خلال كبير المفاوضين ولا غيره، والإقدام على أي خطوة في هذا الاتجاه، سينعكس سلباً على المعارضة أمام المجتمع الدولي، كما يعطي انطباعاً بأن وفد النظام مستقر، ووفد المعارضة يعاني من التخبط.
وفي حين يثني مروة على أداء الوفد الذي بقي ملتزماً بالدور المرسوم له، والخطة المتفق عليها. وبالتالي، لا يمكن مكافأته بتغييره، يقول: مهمة الهيئة أن تضع الخطة العامة، وعلى الوفد الالتزام بها، وهذا متفق عليه بين الطرفين، معتبراً أن الحل يكمن في التوصل إلى آلية تنسيق مشتركة، وإجراءات تفاوضية دورية، مع التأكيد على الثوابت بعيداً عن أي تغييرات لن تكون في صالح الجميع.
أقسام
من الانترنت