17 يونيو، 2017 870 مشاهدات
تعد الكهرباء أحد أهم مقومات الحياة الأساسية التي يعتمد عليها الناس في ريف حمص الشمالي لتلبية جميع احتياجاتهم في مجالات عديدة كالإنارة وري المزروعات وتشغيل الأدوات الكهربائية وشحنها.
ومنذ ثلاث سنوات ونظام الأسد يستخدم الكهرباء كوسيلة ضغط على ريف حمص الشمالي من أجل إخضاعه وكسر إرادة ثواره وأهله فتم قطع الكهرباء عن جزء كبير من ريف حمص الشمالي بشكل نهائي.
لم يثن انقطاع الكهرباء الأهالي في ريف حمص الشمالي عن مواصلة صمودهم في وجه آلة النظام الجهنمية حيث سعوا لإيجاد وسائل بديلة لتأمين الكهرباء واستخدمها في احتياجاتهم اليومية فكان مشروع ألواح الطاقة الشمسية خير بديل لتوليد الكهرباء ولسد ثغرة غيابها بعد قطعها من قبل نظام الأسد.
تأتي أهمية ألواح الطاقة بتوفير الكهرباء وتلبية احتياجات المدنيين في ريف حمص الشمالي بمجالات مختلفة لا سيما في الزراعة حيث يعتمد المزارعين الآن على ألواح الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء من أجل ري الأراضي الزراعية التي تحتاج إلى مياه بشكل دائم، حيث يعد غياب الكهرباء التي يوفرها النظام وعدم توفر مياه الري سببا رئيسيا في تدني منسوب إنتاجية الأراضي الزراعية في الريف الشمالي لحمص، وبالتالي أصبحت كمية الخضروات والحبوب المنتجة بنسب محدودة.
“سليمان” أحد المزارعين في قرية السعن الأسود تحدث لنا: كنت قبل تركيب ألواح الطاقة الشمسية أعتمد على مادة الديزل التي تولد الكهرباء من خلال المولدة الكهربائية التي تساعدني في ري الأرض حيث كنت أستخدم تقريبا 20 ليتر من مادة الديزل حيث يصل سعر الغالون إلى قرابة 9000 ليرة سورية وذلك بشكل يومي، وهذا الأمر مكلف جدا وأثر علينا كمزارعين سلبا وعلى المدنيين أيضا، أما بعد تركيب ألواح الطاقة الشمسية فقد لاحظت فرقا كبيرا من الناحية المادية أولا ومن الناحية الإنتاجية ثانيا، حيث أصبح ري الأرض متوفرا طالما توفرت الشمس، الأمر الذي وفر علينا كثيرا من التعب والعذاب في البحث عن مادة الديزل التي كانت تفقد لفترات طويلة من الريف الشمالي بسبب الحصار الذي نعاني منه.
أما “نضال” صاحب مقهى إنترنت في مدينة الرستن تحدث: عندما بدأت مشروعي وهو صالة إنترنت فضائي كانت هنالك عثرة واحدة سببت لي الخوف من هذا المشروع وهي عدم توافر الكهرباء اللازمة سواء لتشغيل الأجهزة أو لشحن البطارية التي استخدمها أيضا في الصالة، أما الآن وبعد تركيب لوحين من ألواح الطاقة الشمسية فلولا هذه الطريقة التي قمت بها لكان علي شراء مولدة كهربائية سواء كانت تعمل بالديزل أو البنزين، وهذا الأمر سوف يزيد من التكاليف التي خصصتها لمشروعي.
وبالنسبة لأسعار ألواح الطاقة الشمسية تحدث لنا “أبو عبادة” أحد التجار في ريف حمص الشمالي: تختلف أسعار ألواح الطاقة الشمسية بحسب النوعية ومن ثم قياس اللوح. وتبدأ الأسعار من 35 $ للوح الذي قياسه 50 سم وذات القدرة 50 واط، ثم الوح الذي قياسه 1 متر سعره 52 $ وقدرته 100 واط، ثم اللوح الذي قياسه 1,5 متر سعره 82 $ وقدرته 150 واط، وأخيرا اللوح الذي قياسه 2 متر واستطاعته 250 واط سعره 126 $. وأشار أبو عبادة إلى زيادة انتشار ألواح الطاقة الشمسية في أغلب مناطق ريف حمص الشمالي، وذلك لتعويض انقطاع الكهرباء، حيث شكل استخدام هذه الطاقة النظيفة والمتجددة نقلة نوعية في مجالات عدة سواء في الزراعة أو التجارة وحتى في تلبية الاحتياجات المنزلية.
لؤي اليونس
أقسام
من سوريا