7 يوليو، 2017 1602 مشاهدات
أكد منذر آقبيق المتحدث الرسمي باسم تيار الغد السوري أن الرقة بعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي ستكون نموذجا يحتذى في كل أرجاء سوريا في الإدارة وإعادة البناء وإزالة كل مخلفات الحرب من دمار وتفكك اجتماعي كما أن حماية الرقة بعد تحريرها ستضمن تجنيبها أي مطامع مع الجهات الأخرى وستكفل إنجاح ما يراد لها من إنجاح برامج تأهيل بناها الأساسية في كل المجالات من عمران ومؤسسات خدمية ومجتمعية.
وقال آقبيق خلال لقاء مع الإعلامي “هاني الملاذي” في برنامج جلسة حرة بثته قناة “الآن” إن معركة تحرير الرقة من سيطرة تنظيم داعش تأتي في سياق الحرب على الإرهاب التي أعلنها التحالف الدولي المكوّن من أكثر من ستين دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في أواسط عام 2014 في كل من سوريا والعراق، وقد تم منذ ذلك الوقت حتى الآن تحرير الكثير من المناطق في سوريا على أيدي المقاتلين السوريين العرب والكرد الذين يشكلون القوة القتالية الأساسية في هذه الحرب وهم يتلقون الدعم من التحالف بالتدريب والإمداد، وحتى اليوم تم تحرير ما يقرب من 20 ألف كلم مربع، ويجري التقدم في محافظة الرقة إلى أن تم مؤخرا دخول المدينة والسيطرة بعض أحيائها.
وأضاف المتحدث باسم تيار الغد السوري أن التحالف الدولي بالاشتراك مع المقاتلين السوريين كردا وعربا يحققون تقدما ونجاحات على الأرض، وأن هذا التقدم سيستمر خلال الفترة المقبلة إلى حين القضاء على تنظيم داعش، وإنهاء سيطرته على المحافظة، مؤكدا أن التنظيم يتلاشى الآن، والمسألة مسألة وقت قبل أن يتم إن شاء الله تحرير كافة الأراضي السورية من هذا التنظيم الإرهابي.
كما أكد أن كافة المعطيات على الأرض تدل على أن الرقة سوف تتحرر خلال فترة قريبة، والدليل على ذلك ما حققته القوات المهاجمة من انتصارات خلال الفترة الماضية، حيث كان تقدمها متواصلا واستطاعت تخطي كل العقبات وتحرير المدن والقرى في ريف الرقة الواحدة تلو الأخرى، والآن يوجد دخول إلى داخل المدينة والأحياء تتحرر واحدا تباعا.
ولفت آقبيق إلى أن المرحلة القادمة ستشهد أيضا الاستمرار في تحرير كامل حوض الفرات باتجاه الجنوب الشرقي نحو محافظة دير الزور، وبموجب المعطيات التي أمامنا نستطيع أن نتوقع أن الرقة ستتحرر خلال شهرين، وأن انتهاء وجود تنظيم داعش من كامل سوريا خلال ستة أشهر إلى سنة بعد القضاء عليه في معقله الثاني دير الزور.
وألمح آقبيق إلى أن كثرين في صفوف تنظيم داعش من السوريين تم إجبارهم على القتال في صفوف التنظيم، أما عناصر التنظيم الأجانب فإن كل التقارير تؤكد أنهم كانوا بالأصل قبل المجيء إلى سوريا مجرمين، وجاؤوا إلى سوريا بناءا على أيديولوجيا يعتنقونها، وهم مدفوعون بموجب هذه الأيديولوجيا إلى الانتحار، وهم لا يؤمنون بانسحاب أو هزيمة ويقاتلون حتى النهاية في معركة حياة أو موت، وهم يعتقدون أن ما يعتنقوه هو “الإسلام”، مع أنه بعيد كل البعد عن الإسلام، وهم موعودون من قبل من لقنوهم هذه الأيديولوجيا بالجنة، وبالتالي فإنه لا يتركون أي خيار إلا القضاء عليهم واستئصال شأفتهم.
وأضاف أيضا أن هؤلاء المتطرفون هم سبب بلاء كبير في منطقتنا، والتطرف الذي ينتهجونه عقيدة وسلوكا هو سبب ما نشهد في منطقتنا والعالم من الإرهاب وإجرام، ولكن الآن يوجد تحالف من عدة دول في منطقتنا تريد مواجهة هذا الأمر، وفي منطقة الشرق الأوسط بالذات من الضروري جدا مواجهة هذه الأيديولوجيا وهذا التطرف لأن الكثير من “البلاوي” والمشاكل التي تعتري هذه المنطقة سببها هؤلاء المتطرفون، وهم أيضا من ينفذ عمليات إرهابية في الدول الأجنبية ويؤججون ويتسببون بما يمكن تسميته “صدام الحضارات والثقافات”، وهذه المشكلة نتجت عن هذا النوع من التفكير، والآن هناك توجّه جدي للتعامل الحاسم مع هذه الظاهرة للقضاء عليها في المنطقة والعالم.
كما نوّه آقبيق بأن الأجانب المنخرطين في صفوف تنظيم داعش والذين جاؤوا إلى سوريا يمكن تسميتهم “النواة الصلبة” للتطرف، وهؤلاء لا يوجد حل معهم إلا القضاء عليهم، لأن طبيعة تفكيرهم تقوم على هذا المبدأ، ولا يممكن التعامل معهم إلا كما يفكرون ويتعاملون. لافتا إلى أنه تم الإفراج عن عناصر من التنظيم من السوريين من أبناء المنطقة بعد أن سلموا أنفسهم وهؤلاء كانوا خاضعين للتنظيم لأنه يتعامل مع الناس في مناطق سيطرته على أساس مبدأ “قاتل أو تقتل” والجميع يعلم أن التنظيم، منذ سيطرته على بعض المناطق بداية 2014 وحتى الآن، يوميا يعدم العشرات ممن يمتنعون عن تنفيذ تعليماته أو الامتثال لأوامره، ورأينا الأهالي الخارجين من مناطق سيطرة داعش يتنفسون الصعداء لأنهم تخلصوا من هذا الكابوس الجاثم على صدورهم.
وأشار إلى أن عناصر التنظيم يعدمون الناس كشرب الماء، وهم مجموعة من المتطرفين المجرمين القتلة شذاذ الآفاق طعنوا الثورة السورية من الظهر وتسببوا بالكثير من الكوارث في سوريا، ودفعوا المجتمع الدولي ليقول إن الأولوية لمكافحة الإرهاب وليس لدعم خيار الشعب السوري في التحرر من الاستبداد، وأصبح الملف السياسي وملف الثورة بسببهم ثانويا وهامشيا على الأجندة الدولية، ونحن كسوريين لنا مصلحة أساسية في الانتهاء من هذا الملف وطي هذه الصفحة السوداء الدامية مما عايشناه على مدى سنوات لسببين، الأول أن داعش يسبب خطرا على الشعب السوري ومستقبل سوريا، وثانيا لأننا نريد أيضا الانتقال إلى الملف الآخر، الملف السياسي والتسوية السياسية واستعادة السلام واللحمة الوطنية وتحقيق المطالب التي قامت من أجلها الثورة السورية بالقطيعة مع الاستبداد والعيش الحر الكريم والعودة إلى حل أصل المشكلة في سوريا، وهو تنكيل النظام بالشعب السوري وتمزيق النسيج الوطني بسبب العنف المفرط وفتح كل الحدود السورية أمام هؤلاء الذين أتوا بما سببه النظام من فوضى في البلاد.
هذا فيما لفت آقبيق أيضا أن العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش تجري إلا حد ما بمعزل عن مساري جنيف وأستانة، ولكنه أضاف أن الارتباط موجود ولكنه خفي، بمعنى أن الأطراف الدولية والإقليمية المتصارعة على الساحة السورية تحاول أو تسعى للتموضع في “تركة” داعش من الأراضي السورية، فعندما تتقلص مناطق سيطرة داعش تسعى القوى الأخرى للسيطرة على هذه المناطق، وهذه القوى هي مدعومة من إحدى الدول الكبرى أو الإقليمية.
وختم آقبيق أن السوريين الوطنيين لهم دور كبير في هذه المرحلة، فبعد التدخل الأجنبي “الواقع” في سوريا، ووجود جيوش لدول أجنبية على الأرض السورية؛ يتعيّن على السوريين امتلاك رؤية استراتيجية للخروج من هذا الواقع، وإعادة لحمة النسيج الوطني السوري للبلاد، وتبنّي المعادلات السياسية التي تعيد توحيد البلد والمبادئ التي ستعيد توحيد السوريون بعد حرب استمرت لسنوات طويلة وإلى العيش المشترك فيما بينهم والذهاب نحو المستقبل المنشود.
وقال آقبيق: نحن الآن أمام فرصة حقيقية لبناء نموذج مجتمع مدني محلي في المناطق المحررة من سيطرة داعش في سوريا، حيث تم تشكيل مجلس محلي لإدارة المحافظة، وباشر هذا المجلس عمله منذ الآن، وهذا النموذج محميّ من التحالف الدولي لكي لا تأتي أطراف أخرى وتسيطر على المنطقة وتقوم هذه الأطراف بإجهاض هذا “النموذج” المبني على أساس إعادة المنطقة لأبنائها وإعادة أبنائها إليها ليحكموها ويديروا شؤونها بأنفسهم، وقد تحرروا من استبداد النظام واستبداد الإرهاب والتطرف، وهو يمثل نموذجا لما يتطلع إليه السوريون في المستقبل ويمكن تعميمه على باقي مناطق سوريا.
أقسام
حوارات