انتهت الجولة السابعة من مفاوضات جنيف، يوم أمس الجمعة، دون حدوث أي تقارب في المواقف بين وفدي المعارضة والنظام في أي من البنود التي ناقشها المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي ميستورا مع الطرفين كلا على حدة.
وأكد دي ميستورا في مؤتمر صحفي ختامي أن وفد النظام لم يظهر أي استعداد لمناقشة موضوع الانتقال السياسي خلال هذه الجولة من المفاوضات لكنه وعد بمناقشة هذا الأمر في الجولة المقبلة.
وقال المبعوث الأممي ردا على سؤال عن استعداد النظام لمناقشة الانتقال السياسي، “إذا كان علي أن أستند إلى ما سمعته في هذه الجولة، فإنه ليست لدي أي مؤشرات بهذا الاتجاه”. مضيفا “أعتقد أن الخطوات التالية تتمثل برغبة المجتمع الدولي تسريع إنهاء هذا النزاع، وهو ما يساهم بدفع النظام للانخراط بالعملية، وطلبت منهم أن يكونوا مستعدين في الجولة القادمة لمناقشة السلات الأربع وتحديدا منها الانتقال السياسي”.
وعن نتائج هذه الجولة، قال دي ميستورا “لم ننجز اختراقات، وأنشأنا آلية استشارية فنية، وهي وسيلة للتعمق بالقضايا، وقمنا بذلك لأننا بحاجة لمناقشة التفاصيل الفنية لكثير من المواضيع التي لا قد تثير الجدل الكبير، وذلك لنتمكن من الانتقال إلى المفاوضات المباشرة الجوهرية والمضمونية، التي يمكن أن نتصدى لها”.
وأضاف “نحن بحاجة لمساعدة المعارضة للعمل بشكل وثيق فيما بينها، وقد تقدمنا بشأن الهدفين، وهذه الآلية الفنية الاستشارية أثبتت بأنها فعالة في تمهيد الطريق لإجراء المفاوضات، ومع المعارضة تمكننا من الاستفادة من الاجتماعات الفنية التي عقدناها الأسبوع الماضي في لوزان، وخبراء من الهيئة العليا للمفاوضات، ومن منصتي القاهرة وموسكو، استمروا بالتركيز على قضايا السلة الثانية الدستورية”.
وأكد أن “أفضل ضمانة ضد الإرهاب في سوريا، هي الحل السياسي المتفق عليه، من خلال عملية انتقالية يقودها السوريون، مسترشدة بالقرار الأممي ٢٢٥٤، وإلا بعد ٣ أشهر من تحرير الرقة، سيظهر كيان إرهابي جديد بغير اسم”.
من جهته، قال نصر الحريري الذي يرأس وفد منصة الرياض إن المعارضة قدمت تفاصيل “رؤيتها السياسية” حول الانتقال السياسي واتهم وفد النظام بتعمد تجاهل هذا الموضوع. وقال إن “الانتقال السياسي هو الطريقة الوحيدة لمحاربة الإرهاب”.
أما بشار الجعفري رئيس وفد النظام فقال إنهم لفتوا انتباه المبعوث الخاص إلى المجازر الدموية للتحالف الدولي في مدينتي الرقة والطبقة”، كما ندد بـ “التسلل العسكري” التركي في شمال سوريا. ووصف المباحثات بشأن مكافحة الإرهاب بانها كانت “مفيدة” و”مفصلة” معربا عن الأمل في أن تمر هذه المسألة من “الميدان النظري إلى مجلس الأمن الدولي”.
وحتى الآن منذ بدات مفاوضات جنيف بإشراف دي ميستورا في 2016 وهي متواصلة دون أي نتائج تذكر. إلا أن وفدا المعارضة والنظام توصلا في بداية 2017 إلى تحديد النقاط التي سيتم بحثها وهي مكافحة الإرهاب والدستور والحوكمة (الانتقال السياسي) وتنظيم انتخابات.
ومنذ بداية المفاوضات تطالب المعارضة برحيل بشار الأسد لكن النظام يرفض قطعيا بحث هذا الأمر، خصوصا مع تطور المواقف الدولية التي باتت تركز على نفس مطالب النظام في مكافحة الإرهاب كما ينسق التحالف الدولي مع روسيا “حليفة الأسد” في العمليات العسكرية في مختلف المناطق السورية.
وكانت فرنسا، عقب انتخاب إيمانويل ماكرون قد غيرت أولوياتها أيضا بالنسبة لسوريا، حيث أعلن الرئيس الفرنسي أن فرنسا لم تعد تعتبر رحيل بشار الاسد شرطا مسبقا لحل النزاع. وقال أيضا إنه يريد إقامة “مجموعة اتصال” للتحضير لمرحلة ما بعد النزاع في سوريا.
كما أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب أن “هدفنا الرئيسي هو اجتثاث الإرهابيين، كافة المجموعات الإرهابية أيا كانت توجهاتها”. مضيفا “في هذا السياق لا أضع الإطاحة ببشار الأسد شرطا مسبقا لتدخل محتمل لفرنسا”.
هذا فيما علق الجعفري لمّا سئل عن هذا التغير في موقف فرنسا قائلا إن كل “صحوة” في أي عاصمة لبلد غربي مرحب بها.
ومن المقرر أن يقدم دي ميستورا عرضا ملخصا عن هذه الجولة من المفاوضات إلى مجلس الأمن الدولي مساء يوم الجمعة المقبل عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.