إيران الخاسر الأكبر من اتفاق وقف إطلاق النار جنوب سوريا

اعتبر محللون أمريكيون الاتفاق الروسي الأمريكي، الذي تم التوصل إليه مؤخرا خلال قمة العشرين بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب والذي أقر هدنة ووقفا لإطلاق النار في مناطق جنوب...
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين خلال قمة العشرين التي استضافتها هامبورغ 7 تموز 2017
اعتبر محللون أمريكيون الاتفاق الروسي الأمريكي، الذي تم التوصل إليه مؤخرا خلال قمة العشرين بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب والذي أقر هدنة ووقفا لإطلاق النار في مناطق جنوب سوريا، بداية مرحلة ستشهد تحجيما للنفوذ الإيراني في سوريا.
حيث قالت صحيفة الواشنطن تايمز إن إعلان وقف إطلاق النار في جنوب سوريا له تأثير مباشر على إسرائيل والأردن، “وكلا البلدين كان ينظر بقلق متزايد للوجود الإيراني ووجود حزب الله في المنطقة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “تلك المخاوف جرت مناقشتها مع الجانب الروسي، بالإضافة إلى وجود إسرائيل والأردن، وهو ما عجّل بالاتفاق الذي استُبعدت منه إيران”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في أواخر العام الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقب لقائه بنظيره الروسي، ديمتري مدفيديف، أنه يجب منع إيران من إقامة قواعد عسكرية في سوريا، ويجب أيضاً منع حزب الله اللبناني من الحصول على أسلحة ثقيلة.
هذا فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرمولوتوف، عقب إعلان وقف إطلاق النار جنوب سوريا، الأسبوع الماضي، إن إيران وحزب الله وجميع الجماعات المسلحة سيغادرون سوريا عند نهاية الحرب.
وتساءلت صحيفة الواشنطن تايمز: هل “الحديث عن مغادرة إيران وحزب الله سوريا جيد، ولكن السؤال كيف سيقبلون بذلك؟”.
وأضافت: “الحكومة السورية التي قبلت بوقف إطلاق النار في جنوب البلاد، يبدو أنها قبلت حتى لا تحرج الحليف الروسي، فالأسد يرى في الإيرانيين حلفاء أكثر أهمية من الروس، ثم إن نظام الأسد يعرف أنه يمكن أن يخرق التهدئة متى ما رأى أن مصالحه غير متحققة منها”.
واستدركت الصحيفة: “رغم ذلك فإن روسيا رأت في موافقة الأسد على وقف إطلاق النار فرصة للاستمرار في مباحثات أستانة”.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن “إيران تبقى مسألة منفصلة؛ فهي تملك اليوم موقعاً عسكرياً مهماً في إطار سعيها لإقامة الهلال الشيعي، وإذا كانت روسيا يمكن لها أن تخرج من الفوضى السورية، فإن لإيران خططاً للإقامة طويلة الأمد هناك”.
وبحسب الصحيفة فإن إيران وحزب الله لم يكونا جزءاً من اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان بين روسيا وأمريكا، وما جاء بعده من حديث روسي بأن على إيران أن تترك سوريا يشير إلى خلاف روسي إيراني مبكر، خاصة أن تاريخ الخلاف بين موسكو وطهران أكبر من تاريخ الاتفاق بين البلدين.
“ولكن ماذا عن الموقف الأمريكي؟” تساءلت الواشنطن تايمز مرة أخرى، موضحة أن “الولايات المتحدة تسعى إلى مزيد من الوجود العسكري على الساحة السورية، وهو ما تجسّد في إقامة قاعدة لتدريب جماعات سورية معارضة شمال الأردن، ويبدو أن الحفاظ على تلك المنطقة الحدودية مع الأردن خالية من نشاط إيران وحزب الله هو تمهيد لهذا التوسع الأمريكي في سوريا”.
وخلصت الصحيفة إلى القول إن الولايات المتحدة، ومنذ اندلاع الحرب الأهلية السورية، تجنّبت الدخول المباشر، وركزت بدلاً من ذلك على محاربة تنظيم داعش في العراق، إلا أن خطط إيران العسكرية ومحاولتها إنشاء ممر من طهران للمتوسط، بما يهدد حلفاء أمريكا في المنطقة، قد يضطر واشنطن إلى منع ذلك.
أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة