25 يوليو، 2017 1826 مشاهدات
اعتبر قاسم الخطيب عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري اتفاق الهدنة الذي تم إبرامه مؤخرا في الغوطة الشرقية برعاية روسية مصرية انتصارا للشعب السوري، مشيرا إلى الجهود التي بذلها السيد أحمد الجربا رئيس التيار لإنجاز الاتفاق ودخوله حيز التطبيق.
وقال الخطيب خلال حوار في برنامج المسار السوري على قناة الغد إن اتفاق هدنة الغوطة الشرقية الذي تم في القاهرة هو نصر حقيقي للمعارضة السورية وللشعب السوري برعاية الأخوة المصريين وحضور ممثلين من وزارة الدفاع الروسية وبجهود مبذولة من قبل تيار الغد السوري ورئيسه أحمد الجربا.
وحول الدور المصري في الاتفاق، قال الخطيب إن مصر بعد أن استعادت عافيتها بدأت بالاضطلاع بدورها القومي كحاضنة للقضايا العربية، ويعتبر اتفاق الغوطة الشرقية أول استضافة مصرية للمعارضة السورية المسلحة في القاهرة. مشيرا إلى أن تيار الغد السوري متواجد على الأراضي المصرية ويقوم بالتنسيق مع الأشقاء المصريين للوصول إلى حل في سوريا. كما أشار إلى نزاهة الدور المصري بالتأكيد على أن مصر لم تتلوث أيديها بدماء السوريين، و”نحن فخورون باستعادة مصر لدورها السياسي العربي والإقليمي وخصوصا في سوريا”.
ولفت الخطيب إلى أن وجود المكتب الرئيسي لتيار الغد السوري على الأراضي المصرية، بالإضافة إلى رئيسه أحمد الجربا، ساعد الأشقاء المصريين أن يؤدوا دور الوساطة النزيهة لعقد هدنة الغوطة الشرقية ووقف إطلاق النار وخفض التوتر فيها. مؤكدا أن تيار الغد يعمل من أجل المزيد من التفاهمات والهدن ووقف التصعيد في كل المناطق السورية للذهاب إلى حل سياسي يعالج جذور المسألة السورية وينهي معاناة الشعب السوري، وفي نفس الوقت يشارك التيار بفاعلية وعلى الأرض في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في سوريا.
وحول دور الجربا في اتفاق الغوطة قال الخطيب إن الجربا، بحكم رئاسته لتيار الغد السوري الذي يضم أعضاء من كل المحافظات السورية وله حاضنة شعبية وسياسية في كل أنحاء سوريا، وبحكم رئاسته السابقة لائتلاف المعارضة السورية لمدة عام كامل فإن له علاقات محلية قوية في مختلف المناطق السورية سواء مع الفعاليات المدنية أو العسكرية من الجيش السوري الحر، بالإضافة إلى علاقاته العربية والإقليمية والدولية؛ الأمر الذي ترتب عليه نجاح جهود الجربا في إتمام العديد من الهدن في سوريا، والتي باتت مطلبا دوليا تمهيدا لتسوية شاملة في كل الأراضي السورية.
وأكد عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري أن ممثلين عن كتائب الجيش السوري الحر العاملة في الغوطة الشرقية بالإضافة إلى ممثلي فعاليات مدنية في المنطقة حضروا وشاركوا يوم الخميس 20 تموز/يوليو الجاري في الاجتماعات التي سبقت الاتفاق، وأنه على مدى ثلاثة أيام من الحوارات المتواصلة اتفقت الأطراف على النقاط التي تم الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام وقضت بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الطبية إلى المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية منذ ما يقارب خمس سنوات، كما تم الاتفاق على منع دخول قوات النظام إلى تلك المناطق، بالإضافة إلى إعطاء الشرطة العسكرية الروسية وظيفة إقامة نقاط تفتيش ومراقبة على الطرق المؤدية إلى المناطق المشمولة بالاتفاق.
ولفت الخطيب إلى أنه ومنذ بداية الأزمة السورية لم يلتزم النظام بالمطلق بأي هدنة، ولم يظهر أي بادرة تنبئ عن حسن نية حيال أي هدنة في مناطق الغوطة الشرقية بالذات، مفضلا خيار الحسم العسكري، ومع إبرام اتفاق الغوطة الأخير برعاية روسية مصرية نأمل عودة المهجرين السوريين من أبناء المنطقة سواء في لبنان أو الأردن أو غيرها إلى بيوتهم.
وعن أثر اتفاق القاهرة على جولة مفاوضات جنيف المقبلة التي دعا إليها استيفان دي ميستورا مع بداية شهر أيلول/سبتمبر المقبل، قال الخطيب “نأمل أن نقترب خلال هذه الجولة من نهاية المطاف لإيقاف معاناة السوريين بموجب القرارات والتعهدات الدولية ذات الصلة، وأن ينعكس اتفاق الغوطة إيجابيا على سير العملية التفاوضية بعد اتفاق الأمريكان والروس على وقف إطلاق النار في الجبهة الجنوبية والغوطة الشرقية التي تمثل امتدادا لها، واليوم هناك أكثر 28 فصيل عسكري موجود في الغوطة الشرقية وقد تم التوافق معهم على الانضمام إلى الهدنة.
وأشار الخطيب إلى “إننا في المعارضة السورية عملنا ونعمل على إنجاز الهدن وفتح الممرات الإنسانية الآمنة إلى المدن والبلدات المحاصرة منذ أكثر من خمس سنوات، وقد طالبنا النظام بذلك مرارا عبر وسطاء دوليين، وكان لنا أكثر من زيارة إلى موسكو من أجل ذلك، واليوم نشهد استجابة لمطالبنا وتحقيقا لما عملنا عليه لصالح الشعب في سوريا”.