30 تموز، 2017 321 مشاهدات
رغم الابتعاد الحاد والذي وصل درجة غير مسبوقة بين كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية عقب القرارات الأخيرة التي اعتمدها الكونغرس واشتملت على عقوبات جديدة على موسكو إلا أن البلدين يجدان من الضرورة بمكان تحييد هذا التدهور في العلاقات عل الأقل في سوريا حيث يخوضان معركة حاسمة ضد تنظيم داعش بالإضافة إلى اعتبارات الحل المنشود لإنهاء الأزمة السياسية المستفحلة منذ سنوات وراح ضحيتها مئات الآلاف وتهدد بتقسيم البلد وتغيير الخارطة السياسية في المنطقة.
حيث تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية في مقال كتبه ألكسندر شاركوفسكي إلى العلاقات الروسية الأمريكية وأشار الكاتب في مقاله الذي جاء بعنوان الولايات المتحدة مستمرة في التعاون مع الاتحاد الروسي فقط في سوريا إلى أن عسكريي البلدين مضطرون إلى التعاون في محاربة العدو المشترك رغم العلاقات التي تزداد سوءا يوما بعد يوم بين البلدين.
وقال شاركوفسكي: بعد أن وافق الكونغرس الأمريكي على تشديد العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، صرح العديد من السياسيين البارزين في موسكو والغرب بأن مرحلة جديدة من تدهور العلاقات بدأت بين البلدين. غير أن النقطة الوحيدة التي يتعاون فيها البلدان في الوقت الحاضر في محاربة الإرهاب هي منطقة مدينة التنف الصغيرة الواقعة جنوب شرقي سوريا، حيث يتبادل عسكريو الدولتين هنا المعلومات ويناقشون المسائل المشتركة.
وأشار الكاتب إلى أن هذه المنطقة تقع تحت سيطرة المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة، وأن هناك أيضاً ترابط وحدات من القوات الخاصة الأمريكية وقوات التحالف الدولي في المنطقة، وقد استعرض الأمريكيون نيتهم الدفاع عن هذه المنطقة مهما كلف الأمر، إذ تعرضت جميع محاولات القوات النظامية السورية للسيطرة على المدينة لهجمات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي، ولا سيما أن السيطرة على هذه المنطقة تسمح للبنتاغون بمنع الاتصال بين شيعة العراق وسوريا عبر الطريق البرية التي تمر بالتنف وتربط بين بغداد ودمشق.
ولفت شاركوفسكي أن قوات التحالف حالياً تستقر على طول امتداد الحدود العراقية السورية، باستثناء تلك التي تحت سيطرة تنظيم داعش، كما أن الجزء الشمالي من الحدود تسيطر عليه التشكيلات الكردية المدعومة من جانب واشنطن، أي أنه لم يبق تحت سيطرة داعش سوى الطريق الموصلة بين دير الزور والبوكمال في سوريا ومدينة القائم في العراق.
وذكر أنه تمت، خلال لقاء الرئيس فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي دونالد ترامب في هامبورغ على هامش قمة العشرين، مناقشة إنشاء منطقة أمنية في التنف من ضمن المسائل الأخرى التي نوقشت خلال اللقاء، ووفق المعلومات، التي أفادت بها مصادر في الخارجية الأمريكية، فإن الرئيسين اتفقا على بقاء منطقة التنف تحت سيطرة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، مقابل تخلي الولايات المتحدة عن مسألة استقالة الأسد من منصبه، وإذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فإنها تعني جوهرياً موافقة موسكو على وجود القوات الأمريكية في سوريا.
إلا أن العقيد الأمريكي رايان ديلون كان قد أعلن قبل اللقاء بين بوتين وترامب أنه اتفق مع روسيا على أن تكون منطقة التنف آمنة. وقد فند وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف حينها هذه التصريحات. ولكن صحيفة “وول ستريت جورنال” نشرت، في 9 حزيران/يونيو الماضي استناداً إلى مسؤولين أمريكيين، خبراً يفيد بأن الإدارة الأمريكية تجري مفاوضات سرية مع روسيا في شأن إنشاء مناطق آمنة في جنوب شرقي سوريا وحول وقف النار في خطوط التماس بين القوات النظامية السورية وفصائل المعارضة المعتدلة.
من جانب آخر، هناك تصريح أدلى به قائد قيادة العمليات الخاصة في البنتاغون الجنرال ريموند توماس في مؤتمر أسبين للأمن بولاية كولورادو وجاء فيه أن “روسيا تستطيع أن تشير إلى الولايات المتحدة بعدم وجود أسس قانونية لوجودها في سوريا، حيث يقوم البنتاغون من دون موافقة السلطات السورية بعمليات عسكرية ضد الإرهابيين… ويقولون لنا: لماذا لا تزالون موجودين في سوريا؟، ولن يجد البنتاغون ما يرد به على هذا. لذلك إذا لعب الروس هذه الورقة فإننا لن نتمكن من البقاء هناك، في حين أنهم هم يمكنهم البقاء”.
وقد عُقد هذا المؤتمر عقب قمة العشرين، التي أعلن المقربون من الرئيس الأمريكي فيها عن استعدادهم لتحسين التعاون مع روسيا. كما أعلن البيت الأبيض عن إيقاف الدعم العسكري للمعارضة السورية المعتدلة. من هذا يظهر أن الكونغرس الأمريكي يتحدى نهج السياسة الخارجية للرئيس ترامب ويعمل على تأزيم العلاقات مع موسكو.
أقسام
من الانترنت