مفوضية اللاجئين تطالب بممرات آمنة وإغاثة عاجلة للنازحين من الرقة

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنه مع اندلاع المعارك لاستعادة مدينة الرقة ازدادت معاناة أهالي المدينة وخصوصا النازحين منهم مع الحصار المطبق على المدينة وتواصل الأعمال القتالية...
فرار المدنيين من الرقة
قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنه مع اندلاع المعارك لاستعادة مدينة الرقة ازدادت معاناة أهالي المدينة وخصوصا النازحين منهم مع الحصار المطبق على المدينة وتواصل الأعمال القتالية التي يقودها التحالف الدولي لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش فيما يمنع التنظيم الأهالي من الخروج مسلطا عليهم آلته العسكرية سواء عن طريق القنص أو الألغام.
ووصفت سيدة خارجة من الرقة اللحظة التي جاء فيها مقاتلون من تنظيم داعش الذي لا يزال يسيطر على معظم أنحاء المدينة إلى منزلها وأمروها بالمغادرة. وقالت: “لم يكونوا يعاملوننا بإنسانية. لقد طردونا من منازلنا وأخبرونا على المغادرة وإلا تعرضنا للقتل”، مضيفةً بأن داعش كان يعتزم استخدامها وجيرانها كدروع بشرية. “أرادوا نقلنا جميعاً إلى السد المحلي، لكننا تمكنّا من الفرار”.
وحكت السيدة لمفوضية اللاجئين كيف تمكنت في النهاية من الوصول إلى مخيم مبروكة، على بعد حوالي 150 كيلومتراً شمال شرق مدينة الرقة في محافظة الحسكة السورية الذي يضم حالياً نحو 1,700 نازح سوري.
وعلى الرغم من وصولها إلى ملاذ آمن، لا تزال تراودها ذكريات الرحلة الخطيرة التي قامت بها، على الرغم من معرفتها بأن الذين يُلقى القبض عليهم وهم يحاولون الفرار يتعرضون فوراً للقتل من قبل التنظيم.
وأوضحت السيدة: “تركنا كل ممتلكاتنا ومشينا لمدة 12 ساعة متواصلة. رأينا الألغام والماعز التي انفجرت على طول الطريق، لذا اضُطررنا إلى السير على الطريق الإسفلتي”.
وفي مخيم عين عيسى الذي يقع على بعد نحو 45 كيلومتراً شمال مدينة الرقة ويعيش فيه حالياً حوالي 7,300 شخص، قالت سيدة أخرى إن قرار فرارها من مسقط رأسها قرب الرقة قد أثمر في النهاية.
مضيفة: “أمضينا يومين على الطريق ونمنا تحت الأشجار. الحمد لله، على الأقل هنا في المخيم لدينا خيمة للنوم وبطانيات لتغطية أطفالنا”.
غير أن الوضع ما زال قاتماً بالنسبة لما يتراوح بين 30,000 و50,000 شخص محاصرين داخل مدينة الرقة بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وقد تضاءل توفر الأغذية والمياه والأدوية والكهرباء وغيرها من الضروريات مع تدهور الأوضاع بسرعة.
وقالت المفوضية في تقرير لها إنها تلقت معلومات مشابهة عن المدنيين الذين طردوا قسراً من منازلهم، والتقارير المخيفة عن عمليات القتل أو الاعتداء التي يتعرض لها أولئك الذين يحاولون الوصول إلى بر الأمان من قبل التنظيم الإرهابي.
ومن جهته، قال المتحدث باسم المفوضية “أندريه ماهيسيتش” في مؤتمر صحفي عقد في جنيف: “يواجه الكثيرون من أهالي الرقة وضعاً لا يمكن تصوره، إذ عليهم أن يتخذوا قراراً بين الاختباء فيما المعارك تستمر بالاحتدام أو تجربة حظهم بالفرار، مخاطرين بحياتهم وحياة أسرهم في كلا الحالين. ويعد ذلك إهانة لإنسانيتنا المشتركة ونذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها بالتقيد بالقانون الإنساني الدولي. لا ينبغي بتاتاً أن يكون المدنيون هدفاً”.
وبحسب المفوضية، نزح أكثر من 190,000 شخص منذ بداية نيسان/أبريل إما من محافظة الرقة أو داخلها بسبب الأعمال القتالية، وقد لجأ الفارون إلى مواقع عدة، بما في ذلك مخيم مبروكة وعدة مخيمات أُخرى، حيث تقدم المفوضية وشركاؤها للأسر المأوى ومواد الإغاثة الطارئة التي هي بأمس الحاجة إليها.
وفي الأسبوعيين الماضيين، أنهت المفوضية السلسلة الأولى من القوافل الإنسانية البرية من حلب إلى القامشلي في محافظة الحسكة. وكان هذا الطريق الاستراتيجي البري قد أُغلق لحوالي عامين بسبب النزاع العنيف في المنطقة، وتُحدث إعادة فتحه فارقاً ملحوظاً في توفر المساعدات على الأرض.
وقالت المفوضية إنه من المقرر تسليم المساعدات بانتظام عبر الطريق الجديد من المستودعات في دمشق وحمص وحلب، مما يسمح للمفوضية ووكالات الأمم المتحدة الأُخرى والشركاء بالوصول إلى أكبر عدد من المحتاجين في محافظة الرقة الذين يُقدر أن يكونوا حوالي 430,000 شخص.
وشددت المفوضية على أنه من الضروري تأمين إمكانية المرور بشكل آمن للمدنيين المحاصرين للوصول إلى الأمان والمأوى والحماية.
أقسام
من الانترنت

أخبار متعلقة